بسم الله الرحمن الرحيم

إلى المعلم مع التحية


إلى من حاز على شرف الرسالة السامية ونال الفخر في ثقة المجتمع به , إلى القائد التربوي العظيم وحامل لواء العلم الأمين , إلى مربي الأجيال وباني طموحهم , إلى رمز الأمانة وعنوان التفاني والإخلاص ومشعل النور , إلى المعلم الجليل مع التحية والتقدير ... وبعد

أخي المعلم ماذا أعددت لبداية موسمك الدراسي الجديد ؟ هل أنت على استعداد تام لبداية فعلية جادة ؟ أم أنك ترجي الأمر لانقضاء الأسبوع الأول والثاني من الدراسة وربما يراودك الأمر في الأسبوع الثالث , وبهذا تكون من المسوفين اللذين يسبقهم الركب ويفوتهم المغنم .

أخي المعلم لا تنسى أنك المسؤول الأول عمن وثق بك آباؤهم وقدروا بأنك جدير بالعناية بفلذات أكبادهم , وما كانوا ليثقوا في غيرك عن طواعية ورضا وقناعة وأنت أهل لهذه الثقة الكبيرة .

أخي المعلم لا تتجاهل أنك المعد الحقيقي للأجيال وأنك صاحب البصمة الكبرى في تحقيق آمالهم وتطلعاتهم , فكيف هيأت نفسك لتهيئتهم , وكيف رسمت خططك لشحذ هممهم .

أخي المعلم إن حرصك على البداية الجادة يعزز في طلابك الحرص والاجتهاد فاحرص على هذا التعزيز من خلال بدايتك الجادة , ولا تجعل من عودتك للدراسة عودة باهتة مردها للعودة فحسب فالعودة للدراسة عائدة ما أطال الله أعمارنا ,ولكن المهم بماذا ستعود وما قيمة ما ستعود به وما الجديد فيه ؟ .

أخي المعلم الكل يعلم ويدرك مقدار المسؤولية الملقاة على عاتقك ,ومدى ثقل الأمانة المحمل بها , ومدى الجهد والنصب الذي تعانيه فيما تبذله لتحقيق الأهداف النبيلة التي تنشدها في أبنائك الطلاب .

أخي المعلم إننا في زمن متسارع يتطلب اليقظة والحرص والمبادرة , زمن تتقلب فيه المفاهيم والمعايير في أجزاء من الساعة وربما أقل , زمن يتسابق فيه العالم للسيادة والريادة , زمن يجب أن تقدر فيه الثانية قدرها , زمن ليس للمسوفين فيه مكان .

أخي المعلم إن أبناءنا في محيط يطوقه الأوباش ليصطادوهم ويرموهم في دوامة الضياع والفشل , وأنت من وضع فيك المجتمع بأسره كل الثقة لحمايتهم والحفاظ عليهم من براثن الضياع وتنشئتهم النشأة الصالحة السوية القوية التي تثبتهم على الطريق المستقيم , فكن مثلا للصلاح من خلال تقديريك واستشعارك لأهمية وقيمة الأمانة التي وكلت بها , واغرس في طلابك كل قيمة سامية وخلق رفيع , وخذ بأيديهم منذ الوهلة الأولى نحو العلم النافع والفكر السليم , وكن قدوة لهم في الجد والاجتهاد من خلال بدايتك الجادة المخلصة فطلابك يستشعرون منك ذلك .

أخي المعلم إن نجاح طلابك مرتبط بنجاحك معهم منذ البداية وفشلهم مرتبط بفشلك معهم منذ البداية , فالبداية هي المحك وهي المنطلق نحو تحقيق الغايات و فاجعل من نفسك قدوة حسنة منذ البداية ليفاخر بك الأجيال ويحرصوا أن يحذوا حذوك ويقتدوا بك فإن نجاح طلابك هو نجاحك الحقيقي في الميدان التربوي فاجعله نصب عينك وتوكل على الله فيما أنت مقدم عليه .

وصلى الله وسلم على معلم البشرية الأول ونور هدايتها سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

بقلم / ياسر حكمي

الجمعة الموافق 20 / 10 / 1433هـ