الجمعة 20 / 6 / 1433 هـ ..الموافق 11 / 5 / 2012 م



تمر بنا عجلة الزمان ، وتدور بنا رحى الأيام ، لنبدأ من جديد ونستأنف رحلتنا المشوقة والرائعة مع خير جليس في الزمان .. هذه هي السنة الثالثة التي من خلالها ألتقي بكم ومعكم كل جمعة في حلقة جديدة متجددة من هذه السلسلة في جزئها الثالث .. فلنبحر معاً في هذه الرحلة لنصل في نهاية سيرها إلى شاطئ التغيير والتجدد والنجاح في هذه الحياة الصاخبة .. فأهلاً وسهلاً بكم على متن رحلة الحلقة السادسة والتي تزدان بكم ومعكم



هو لقاء أسبوعي يتجدد ، لا يطيب ولا يحلو إلا بتواجدكم العطر وبإطلالتكم الزاهية ، أقدم من خلاله إضاءة فكرية تحملنا إلى فضاءات معرفية تزيدنا ثقافة وتكسبنا خبرة جديدة .. وتضيف لحياتنا بعداً آخر .. بل أبعاداً



فباسم الله أبدأ .. وعليه أتوكل




من قــراءاتــــ 3ـــــي .. الحلقة السـادسـة



الـجــرة الـذهـبـيـة ..!!



يحكى أن أحد الملوك كان لا يرهب شيئاً غير الشيخوخة ، وإذا رأى شيخاً اغتمت نفسه وانقبض قلبه ، فأصدر أمره الظالم بقتل كل من زادت سنه عن الستين من رعيته ، فتوافد الشبان من مختلف أرجاء المملكة حاملين الهدايا النفيسة ضارعين إليه أن يعفو عن الشيوخ من ذويهم . لكن الملك الذي لم تجد هذه التوسلات سبيلاً إلى قلبه قال لهم : ( من يفلح منكم في إخراج الجرة الذهبية التي وقعت في البحيرة أبقيت على حياة أبيه مهما علت سنه ، ومن يخفق أنفذت حكمي فيه وفي أبيه على السواء ! ) .. !!!

وأخفق تسعة وتسعون شاباً فأطاح الملك برؤوسهم جميعاً ، وهرب شاب بأبيه الذي أشرف على السبعين وحمله إلى كهفٍ في بطن جبلٍ بعيد ، وذات يوم كان الشاب جالساً بجوار أبيه فلاحظ الشيخ شرود ذهن ابنه فلما سأله عن السبب ، أجابه : ( يحيرني أمر هذه الجرة يا أبي ، إن المرء إذا نظر إلى الماء وهو واقف على شاطئ البحيرة رآها واضحة جلية ، فإذا وثب إلى الماء اضطرب واعتكر ولم يعد يراها ) ، ففكر الشيخ قليلاً ثم قال : ( إن الجرة يا بني موضوعة بين فروع الشجرة على الشاطئ وما يبدو في قاع البحيرة ليس إلا صورتها ..!! )

وأسرع الشاب إلى الملك وقال : إن لم أحضر لك الجرة فاقطع رأسي !! ، فحدد له الملك موعداً ، وفي الموعد المحدد أسرع الشاب إلى شاطئ البحيرة ودهش الجميع إذ رأوه يتسلق الشجرة بدلاً من الغوص في الماء فسلم الجرة للملك ، وقال له الملك : ( لم أكن أتوقع ان أجد في مملكتي شاباً حكيماً مثلك ) ، فقال الشاب : ( إنما الحكيم هو أبي الشيخ وقد أخفيته في مكانٍ بعيد حتى لا يعدم وهو الذي أنبأني بوجود الجرة فوق الشجرة )

فأيقن الملك أخيراً بحكمة الشيوخ حيث استطاع هذا الشيخ ان يفطن لما عجز عنه تسعة وتسعون شاباً ، ونجا بذلك كل شيوخ المملكة ..!!

" باختصار ، كما تحتاج كل الأمم لنهضتها قوة الشباب فلا غنى لها أبداً عن حكمة الشيوخ "






حين يوصف العقل .. بالجنون ..!!



ــ ماركوني مخترع الراديو أعلن أنه اكتشف وسيلة تمكنه من إرسال رسائل عبر الهواء من دون أسلاك أو أي وسائل اتصالات مادية ، وما هي إلا سويعات حتى جاءه أصدقاءه وحجزوه للفحص في مستشفى الأمراض العقلية ، لكن ماركوني كان مؤمناً بنفسه وقدراته ولم يعبأ بظن الناس به ، ففي عام 1896 اخترع الراديو وفي عام 1901 اخترع اللاسلكي وفي عام 1910 استطاع أن يبعث برسائل لا سلكية بين إيرلندا والأرجنتين ( أي غبر 10000 كم ) ، كل هذا من عمل ماركوني ، وهو نفس الرجل الذي اتهموه بالجنون ..!!

ــ عندما حاول الأخوان رايت ( مخترعا الطائرة ) تخيل إمكانية اختراع آلة تطير ، ظن الناس أنهما مجنونان ، وعندما كتب بعض المغامرين أول مرة عن إمكانية رحلة إلى القمر ، قال الناس عنهم مجانين أيضاً ..!!

" الناس أعداء ما يجهلون ، وأراهم معذورين في ذلك .. لكن الأهم ألا يستسلم المبدعون أمام موجات الإحباط الذي يتلقونه ويواصلون سيرهم ، فالعبرة بالنتائج حين تتحدث عن نفسها "





لآلـــئ الـحـــروف ..!!



[] لا يفوحُ العطر حتى يسحق ، ولا يطيبُ العود حتى يحرق ، وكذلك الشدائد هي لك خير ونعمة ..!!

[] ألذ طعام بعد جوع ، وأعذب ماء بعد ظمأ ، وأهنأ نوم بعد تعب ، وأجمل نجاح بعد تضحية ..!!

[] القطرة مع القطرة نهر ، والدرهم مع الدرهم مال ، والورقة مع الورقة كتاب ، والساعة مع الساعة عمر ..!!

[] إن الكتب تلقن الحكمة ولكنها لا تخرج حكماء ، والسيف يقتل لكنه بكف الشجاع ..!!







مـن خـلاصـة تـجـاربـهــم ..!!



ــ الابتسامة تذيب الجليد وتنشر الارتياح وتبلسم الجرح ، إنها مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية .. (فولتير)

ــ لا تطلب سرعة العمل بل تجويده لأن الناس لا يسألونك في كم فرغت منه بل ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعه .. (أفلاطون)

ــ لا أحد يكسب المجد وهو على فراش من ريش .. (مثل تركي)

ــ أحسن الأشياء وأطيبها العافية ولولا مرارة البلاء لما وجدت حلاوة الرخاء .. (كيكاوس)







إضــاءة .. الـختــام



مـــا أكــثـــر الــنــــاس .. ومـــا أنـــدر الإنــســـــان








بقلم ،،،


أهلاوي حر .. المهندس محمد

من فوق أرض وتحت سماء العروس
:87: