حين يشفق الإنسان على نفسه ، ويدرك أنه منبوذ ممن حوله
حينها يتيقن أنه مجرد بقايا إنسان
لا معنى له ، فيحاول جاهداً جمع تلكـ الأشلاء المتناثرة من كرامته
والتي تداس تحت الأقدام
فيتخذ الصبر مشعلاً ينير له طرقات حياته المظلمة
فيواصل مسيره نحو حياة أفضل
تاركاً وراءه عالماً أصبح بالنسبة له في طي النسيان
وبين أوراق الذكريات .
لكن !!!
حين تكون العيون موجُُ من الأحزان
نبحر من خلاله إلى شاطيء الأمان في قلوب من نحب
وبدون مقدمات!!!
تغدرنا تلكـ الأمواج
لتقذف بنا في صحراء جرداء
خالية من جميع أنواع سبل الحياة
ينابيع المحبة بها قد جفت
وثمار الوفاء تساقطت
أين يكون المصير ؟؟!!
وعدت وحيدة
للأوهام تأسرني
والأحزان تحضنني
والآلام والجراح
تتسابقان للنيل من تقبيلي
واحتضاني
خشية أن أفارقهما
وعدت وحيدة
للدموع تحرقني
وللآهات تقتلني
وعدت وحيدة
أسكن في بؤرة الأحزان
بجمر الفراق تكويني
ومر الحياة تسقيني
وعدت وحيدة
بلا أب أو أم تحضنني
ولا أخت ولا أخُُ يؤازرني
ولا رفيقة دربٍ تساندني
ولا حبيبٍ
للحزن والفرح يشاطرني
وعدت أفتقد لذاتي
وعدت رفيقة لعبراتي
وعدت رهينة لآهاتي
وعدت سجينة لذكرياتي
كما كنت بل وأقسى
عدت وحيدة .
قد نلتقي ..
لكن !! ..
كيف ستكون لغة العيون ؟!
عتب ؟!
شوق ؟!
أم ماذا ستكون ؟