أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا }

قال ابن جرير الطبري رحمه الله:" وهذا من أدل الدلائل على خطأ قول من زعم أنه لايكفر بالله أحد إلا من حيث يقصد إلى الكفر بعد العلم بوحدانيته، وذلك أن الله تعالى ذكرُه أخبر عن هؤلاء الذين وصف صفتهم في هذه الآية أن سعيهم الذي سعوا في الدنيا ذهب ضلالا، وقد كانوا يحسبون أنهم محسنون في صنعهم ذلك، وأخبر عنهم أنهم هم الذين كفروا بآيات ربهم، ولو كان القول كما قال الذين زعموا أنه لايكفر بالله أحد إلا من حيث يعلم، لوجب أن يكون هؤلاء القوم في عملهم الذي أخبر الله عنهم أنهم كانوا يحسبون فيه أنهم يحسنون صنعه مثابين مأجورين عليه، ولكن القول بخلاف ما قالوا، فأخبر جل ثناؤه عنهم أنهم بالله كفرة وأن أعمالهم حابطة" تفسير الطبري: 8/295


و قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } .
قال شيخ الإسلام رحمه الله:" ... فدل على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفرا، بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر، فبين أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه، فدل على أنه كان عندهم إيمان ضعيف، ففعلوا هذا المحرَّم الذي عرفوا أنه محرم، ولكن لم يظنوه كفرا، وكان كفرا كفروا به، فإنهم لم يعتقدوا جوازه". مجموع الفتاوى: 7/273.
وقال أيضا في بيان التفريق بين هذين النوعين من القصد:" ... وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كُفر كَفرَ بذلك، وإن لم يقصد أن يكون كافرا، إذ لايقصد الكفرَ أحد إلا ما شاء الله" الصارم المسلول: 177-178

ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح حديث المارقة ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية):" وفيه أن من المسلمين من يخرج من الدين من غير أن يقصد الخروج منه، ومن غير أن يختار دينا على دين الإسلام". فتح الباري:12/373


يقول الشيخ صالح آل الشيخ (( وأما إذا علم أنه لا يجوز له ذلك، فيقول أعلم .. أن هذا لا يجوز، ولكن لا أدري أن هذا يوصل القائل إلى درجة الكفر، لا أدري أني أصير كافرا بذلك، فهو يدري أنه محرم ولكن لا يدري أنه يصير كافرا بذلك، فهذا لا يُعذر به...))
سؤال :هناك إشكال في المسألة نرجو إزالته ....فمن يجيبنا ؟

لا خلاف من حيث الواقع أو الحال أن الشخص يمكن أن يقدم على فعل يظنه حراما لضعف إيمانه أو غلبة شهوته وهواه كمن يشرب الخمر أو يزني أو يعق والديه أو يسرق أو أو...فهو يأتي هذه المعاصي مع علمه بالحرمة لكن في نفس الوقت يرى من نفسه أن هذا الفعل لو كان كفرا لما أقدم عليه لعلمه بعاقبة الكفر فهو لا يتخيل من نفسه أن يقدم على ما هو كفر يعلمه كسجوده لصنم أو دعاء غير الله تعالى أو سب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أو غير ذلك مما صريح وواضح في أنه كفر...فالجرأة على مواقعة الحرام ليست كالجرأة على فعل الكفر.
فهل هذا التفريق معتبر ؟ وهل قال به أحد من العلماء وفرق في الحكم بينهما ؟ أم هو اجماع سلفي.