-1 نبذة تاريخية عن رياضة المعاقين* ونشأتها عالميا وتنظيماتها الرياضية
" يرجع اهتمام العالم بالمعوقين إلى حوالي 2200 سنة فبل الميلاد منذ اهتمام بوذا بالمرضى المشلولين أقام معاهد رسمية للعناية بهم"( )
وقد توالت الحقب التاريخية إلى أن جاء اليونانيون القدامى الذين اعتبروا الأشخاص المصابين بالإعاقة على انهم اناس ميؤوس منهم حيث كان الأباء يلقون أبناءهم المعاقين من الجبال. والى القرون الوسطى حيث كان الاعتقاد السائد إن حالة الإعاقة هي بسبب غضب الرب والأرواح الشريرة، لذلك فقد كان الأصحاء يتحاشون وينبذون بل ويحتقرون أي شخص معاق، وقد كان الشخص المعاق حين ذاك يكسب قوت عيشه عن طريق الشحاذة أو أعمال المهرجين، وجاء الإسلام لكي يجسد معان سامية واهتمام خاص بتلك الفئة من الناس والعناية بالمعاق والإحسان أليه. وهناك حقيقة قرآنية أثبتها رب العزة في كتابه العزيز وتشريعه الحكيم وهي أن المعاق أو المصاب بأي إعاقة قد يستثنى من بعض الأحكام المتعلقة بالأصحاء وذلك رحمة ورافة بحاله من فبل الشارع عز وجل وتلك الحقيقة تقرها الآية الكريمة " لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا "( )
وبدأ العالم يهتم بالمعاقين في بداية القرن العشرين وبعد الحرب العالمية الثانية قامت الجهات الإنسانية بتأهيل الآلاف من المعاقين أصدرت التشريعات التي رفعت من روحهم المعنوية وذلك بصفتهم مواطنين لهم حقوقهم الخاصة ولقد عقد أول اجتماع خاص في المؤتمر الأولمبي في ميونخ ولاول مرة وذلك لمناقشة مشاكل المعاقين في العالم وبهذا تم الاعتراف بالمعاقين وتأكيد دور التربية الرياضية في حياة المعاقين وضرورة الاهتمام بهذا الجانب من اجل رفع مستوى المعاقين .
ومما تجدر الإشارة أليه وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية(W.O.H,1984)** إلى أن المعاقين لا تقل نسبتهم عن 10% من سكان أي بلد من البلدان الصناعية، وتزداد هذه النسبة في البلدان النامية حيث تبلغ 12,3% كما أشار إلى ذلك (عبد الحكيم جواد)عن جون نوبل
john noble ( )
" وقد دلت دراسة كسلر Kessler على انه خلال الأربع سنوات من الحرب العالمية الثانية فقد حوالي 18000 مواطن أمريكي بعض أعضاء جسمهم أثناء خدمتهم العسكرية نتيجة الجروح والإصابات وفي خلال هذه المرحلة أيضا قد فقد حوالي 120000 مدني أمريكي أطرافهم نتيجة لأصابتهم في الحوادث المختلفة وإذا ما أضفنا إلى ذلك ما تسببه الحروب والمعارك الأخرى وما تسببه حوادث الصناعة "( ) .
وفي عام 1948 قام السيد (لودفيج جوثمان Ludmg Gurman ) الطبيب في مستشفى ستوك مانديفل بإنكلترا بثورة في عالم الرياضة عندما بعث فكرة الألعاب الأولمبية للمعاقين "وقد نظم بطولة والتي كانت حدثا مهما في تلك السنة (1948) التي صادفت أيضا افتتاح الدورة الأولمبية بلندن والتي افتتحها الملك ( جورج السادس) ملك بريطانيا ، اكتسب هذا الحدث أهميته من كونه يجمع عددا من الأشخاص ممن فقدوا بعضا من أجزاء أجسامهم في معارك الحرب العالمية الثانية وممن فقدوا الأمل في الاندماج مع المجتمع الاعتيادي الذي يضم الناس الأسوياء متكاملي الأجسام، وقد بدت بوادر الأمل في نفوسهم عندما اصبح التنافس سبيلا للفوز في مسابقات الرمي بالقوس والسم من على الكراسي المتحركة وتشجيع أهلهم وأصدقائهم في الحديقة الصغيرة لمستشفى (ستوك ماندفيل) بإنكلترا."( )
وبعد ذلك الحدث المهم بدا العالم يعطي أهمية خاصة لتلك الفئة من المجتمع فسرعان ما أنشئ ملعب كبير وخاص لتنظيم البطولات الخاصة بالمعاقين في ( ستوك ماندفيل) وساعدت هولندا في إنشاء الملعب وكذلك تم تأسيس الاتحاد الدولي لالعاب (ستوك ماندفيل) للمعاقين عام 1948، وكانت بريطانيا هي البلد المضيف وهولندا ساعدت على تأسيس الاتحاد من خلال الأطباء الموجودين في مستشفى (ستوك ماندفيل) ولهذا فقد أعدت الدولتان هما اللتان لهما السبق في تأسيس الاتحاد الدولي لالعاب (ستوك ماندفيل) للمعاقين مما أعطاهما الحق بالاحتفاظ بالعضوية في هذا الاتحاد ولمدى الحياة.
" وفي عام 1975 عقدت الدورة الرابعة والعشرون لألعاب (ستوك ماندفيل) للمشلولين حيث تعقد هذه الدورة سنويا لمدة ثلاث سنوات متتالية وفي السنة الرابعة تعقد الدورة في نفس البلد التي تقام بها الدورة الأولمبية العالمية، وذلك منذ عام 1960 عندما انتقلت بطولة العاب المعوقين إلى روما التي أقيمت بها الدورة الأولمبية العادية وقد اشترك من المعوقين 400 لاعب وكانت السنة 1964 في طوكيو في اليابان واشترك فيها 375 لاعبا وفي سنة 1968 أقيمت الدورة الأولمبية في المكسيك حيث المناخ هناك يلائم المعوقين صحيا واشترك فيها 750 لاعبا وفي سنة 1972 أقيمت ألعاب في هايدلبرج واشترك فيها 1000 رياضي من 42 دولة عندما نظمت ألمانيا الغربية (سابقا) الدورة الأولمبية العالمية في ميونخ وقد اشتركت مصر في دورة هايدلبرج هذه"( ) . وقد تزايد عدد الدول التي تشترك في دورة (ستوك ماندفيل) السنوية عاما بعد عام حيث بلغ عدد الدول في عام 1975 ثلاثة وثلاثون دولة ، وكان لجمهورية مصر العربية السبق بين الدول العربية في المشاركة في دورة (ستوك ماندفيل) وهي أول دولة عربية تشترك في هذه الألعاب وكانت أول مرة عام 1972 وحيث بلغ عدد الدول المشاركة آنذاك خمسين دولة .
كما اشتركت جمهورية السودان في عام 1975 بلاعب واحد بصفة غير رسمية .
وتعقد أربع لقاءات رياضية كبرى في (ستوك ماندفيل) سنويا منذ عام 1969 هي:( )
1. مباريات العاب ستوك ماندفيل الدولية
International stoke Mandeulle Games for the parlayed
2. مباريات ستوك ماندفيل القومية
International Stoke Mandeulle Games for the Disabled.
3. مباريات الأطفال المصابين بعاهات متنوعة
B.S.A.D Jenior Multi-disabled games
4. مباريات الكبار المصابين بعاهات متنوعة
B.S.A.D Adultulti-disabled
ومما تجدر الإشارة أليه بان رياضة المعاقين أصبحت من الرياضات ذات المستويات المتقدمة إذ أنشئت لها الاتحادات الرياضية.*