أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تحريم الطيبات
قال تعالى:فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدِّهم"في هذه الأية عدة أمور،منها:
أولا:الفعل حرَّم يدل على الفاعل والمفعول والظرف والمفعول معه والسبب ....إلخ ،والترتيب الأصلي للجملة الفعلية هو مجيء الفعل فالفاعل فالمفعول به..... فالسبب بحسب الأهمية المعنوية للفعل ، ويتأخر السبب لأن الفعل قد يكون بلا سبب كأفعال المجانين ، ولكن في هذه الأية عدول عن الأصل ، حيث تعلّق الاهتمام بالسبب ودعت الحاجة المعنوية عند المتكلم إلى تقديمه ، فتقدم السبب بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم وارتبط بالفعل أولا عدولا عن الأصل ،من أجل الهدف المعنوي وهو التركيز ،أي لم يكن هذا التحريم إلا بسبب ظلمهم في المقام الأول،كما تم ربط هذه الآية بالأيات السابقة عليها حيث عدد الله سبحانه وتعالى أعمال اليهود الظالمة التي اقترفوها واستحقوا عليها تحريم الطيبات .
ثانيا:العطف،حيث عطف"وبصدّهم" على "فبظلم" رغم الفاصل الكبير بينهما ،وهذا لا يفعله إلا العاقل ،والعلاقة بين الكلمات معنوية وليست شكلية فلسفية منطقية .
ثالثا"الفصل بين المتعاطفات مما يوحي بأهمية الفاصل للفعل.
رابعا:تقديم "عليهم"مناسب لتقدم "من الذين هادوا" بسبب الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ،وتأخيرها يفصل بين الصفة والموصوف أو يثير اللبس.
فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.