أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قبل كل شيء على إخواننا الحريصين على اتباع الكتاب والسنةأن يتدارسوهادراسة علمية دقيقةفيها الوعي والفهم الصحيح, وفيها التأني في عدم تبني الآراء الشخصيةمن الذين يرون أنفسهم أنهم صاروا من طلاب هذا العلم الشريف , ويجب بالإضافةإلى هذا ــــ وهو دراسة هذا العلم ـــ يجب أن يكون كل دارسحريصا على العملبما علم حتى لا يكون علمه حجة عليه من جهة , وحتى ينفع الله تبارك وتعالىالناس بعلمه , ثم ينبغي أن يلاحظفي ذلك أمراثالث, وهو: إذا أردنا أندعو الناس إلى ما امتن الله به علينامن الهدى والنورفيجب علينا أن نترفق بهم وأن لا نشدد عليهم وأن لا نظهر أمامهم بأننا متميزونعليهم بهذ العلم , يجب أن نعتبر الناس كل الناس الذين نراهم بعيدين عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أن نعتبرهم مرضى, ولا شك أن المرض المعنوي أشد وأضر على صاحبه من المرض المادي البدني, وإ\ا كان من المفروض في الطبيب البدني أن يترفق بالمريض , حتى يقول كثير منهم:أن بعض المرضى يعافون بمجرد أن يسمعوا كلاما لطفا من طبيبهم , فأولى وأى أن يكون طالب العلم الذي يتولى إرشاد الناس وهدايتهم إلى اتباع السنة واتباع ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أن يكون رفيقا في دعوتهم , لطيفا في معاملتهم , وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينكر على السيدة عائشة رضي الله عنها حينما قست في رد السلام على ذلك اليهودي الذي دخل النبي صلى الله عليه وسلم فألوى لسانه بالسلام , فقال: السام عليكم , فسلامه غير واضح أنه سلام المسلمين , ولا أنه واضح أنه دعاء على سيد المرسلين بالموت الذي هو: السام , فهو لم ينطق بها فصيحة صريحة ,
بالطبع لا يتجرأ أن يخاطب الرسول عليه السلام والدولة له يومئذ بقوله: السام عليك , أي: الموت .
ولكنه أيضا لما في قلبه من غل وحقد وكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطلق ليلقي عليه صلى الله عليه وسلم السلام الذي هو اسم من أسماء الله عز وجل , كما جاء في الحديث الصحيح.
وإنما غمغمها وضيعها , فقال: السام عليكم, ومن الأمر البدهي أن لا يخفى ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام بإيجاز غاية الإيجاز بقوله: وعليكم .
أما السيدة عائشة وهي من وراء حجاب فما كادت تسمع هذا الإلواء من ذاك اليهودي بالسلام حتى طارت شقتين , فقالت: وعليك السام واللعنة والغضب إخوة القردة والخنازير ,فلما خرج اليهودي قال عليه السلام لها: ما هذا ياعائشة؟ قالت:يارسول الله ألم تسمع ما قال؟
قال لها: ألم تسمعي ماقلت؟ ياعائشة: وهنا الشاهد, ماكان الرفق في شيء إلا زانه, وما كان العنف في شيء إلا شانه, وإذا كان هكذا يقول الرسول عليه السلام لمن خاطب اليهود بتلك اللهجة القاسية , وهي السيدة عائشة وحق لها ذلك, لأنها فهمت من اليهودي أنه يدعو على النبي صلى الله عليه وسلم بالموت , فماذا ينبغي أن يكون موقفنا مع إخواننا الذين يشتركون معنا على الأقل في الشهادتين , فلا شك أننا يجب أن نترفق بهم , وأن لا نتشدد عليهم , ولهذا كان من صية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما أنه عليه السلام لما أرسلهما دعاة إلى اليمن قال لهما: اذهبا وتطاوعا ويسرا ولا تعسرا, فهذا كله وذاك مما يجعلنا ننتبه لنكون في دعوتنا متسامحين متياسؤين مع النس, وكما أقول في مثل هذه المناسبة كثيرا ماأقول:إن دعوتنا والحمد لله هي دعوة الحق , ( رد الشيخ للسلام ) والناس عن الحق غافلون.
وكلمة الحق بطبيعة الحال على الناس ثقيلة, فيكفي إثقالا على الناس أن ندعوهم إلى هذا الحق الثقيل عليهم,فحسبهم ثقل كلمة الحق , فذلك مما ينبغي أن يإلى الحق ردعنا وأن يصدنا عن أن نزيد في الإثقال عليهم في استعمال الاسلوب الشديد في دعوتنا إياهم إلى الحق , لإنه إذا انضم إلى شدة الحق وثقله على الناس شدة الأسلوب إذا انضم إلى عوة الناس شدة الحق وثقله عليهم وهو حق , فلا ينبغي أن نضم إلى هذا الثقل ثقلا آخر ليس بحق , وحينئذ يكون هذا الثقل الثاني صادا للناس عن تقبل الحق الثقيل بطبيعته , لقوله تعالى: إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا
إلى آخر كلامه رحمه الله ,. من سلسلة الهدى والنور , رقم الشريط: 181 الدقيقة: 15فلينظر بتمامه لمن أراد مزيد فائدة