أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الاقتضاء بين النحوين: العربي والغربي
الاحتياج موجود في النحو العربي بنسب متفاوتة تختلف من نحوي إلى آخر ،وفي رأيي المتواضع أن اللغة بكاملها تقوم على أساس البناء والاقتضاء والاحتياج النابع من قوة العلاقة المعنوية ، وهي عملية تتم بين المبني عليه والمباني ،سواء أتقدم الكلام أم تأخر ،كقولنا:أكرم زيد عمرا ،أو عمرا أكرم زيد فالفعل وهو( المبني عليه) يحتاج إلى الفاعل والمفعول (المبنيان) سواء أكان ترتيب الكلام من الخاص إلى العام أم من العام إلى الخاص،وتترتب المباني من حول الفعل بحسب الأهمية المعنوية،،ولعل في هذا مشابهة مع ما يسمى" بالاقتضاء والاتحاد في النظريتين: التوزيعية والتحويلية "(1)،إلا أن هاتين النظريتين لم تبينا الأساس الذي تتم عليه عملية الاقتضاء ،كما أن عملية الاقتضاء تتم بين الكلمة والكلمة التي قبلها ،وليس مع المبني عليه ، وهي فقط تصلح للمتلازمين في النحو العربي لأنهما كالكلمة الواحدة .
تحلل النظرية التحويلية قولنا"إن الطالبين يدرسان" فترى أنّ "إنّ" تقتضي "الطالبين" ،وأن "الطالبين" تقتضي " يدرسان " (2) والحقيقة أن "إن" هي المقتضية لهما جميعا وهي الطالبة لهما لأنها هي ( المبني عليه) وهما المباني، ويتعلقان بإنّ، وإذا قلنا :أكرم الرجل المهذب زيدا ،فإن الرجل تقتضي المهذب ،أما (زيدا)فلا علاقة معنوية لها بالرجل ،ولا بالمهذب وإنما علاقتها المعنوية مع الفعل أكرم (المبني عليه)
---------------------------------
(1)خليل عمايرة،في نحو اللغة العربية وتراكيبها،ص ص 60-65
(2) السابق ،نفس الصفحة.