[overline]كنت متأكدا أنني لن أجد أحدا منهم 00 ولكن قدمي المتجذرتين في
تلك الأمكنة طالما قادتني نحو أثارهم بخطى وئيدة 00شعور غريب
يلازمني وأنا أقطع المسافة التي تفصل مابيني وبين ذلك الزمن,
حينما ألج في الماضي أتجرد من ثقل الرواسب والأقنعة وأتسربل
بالبدائيات التي ماانفكت تلوح لي بأحلامها الوردية 00 هي تتطور مع
اللغات التي أتعلمها 00وتنمو كالعنب الأخضر الذي بدونه تفقد
الحدائق نضارتها وجمالها 00 وحينما أصطدم بالواقع اصبغ عليها
ثرثرة حضارية أولدها من الغبش الآتي من الأعماق 0
لكم حاولت النوم هذه الليلة ولكن (قهقهة) زوجتي
تسلبني المحاولة وتدفعني إلى التفكير بحتمية الخروج 00 أكثر من
مرة قلت: إياك والعبث بأشيائي القديمة00 هم أصدقائي ولتلك
الأيام حلاوتها التي مازلت اجترها اجترارا كلما عفرتني الحضارة
بغبارها المستهلك هم خليقون بحبي وأنا كذلك خليق بحبهم 00
أعرف أن صورهم ( غير الملونة) تحط من قدرهم في عينيك
الساخرتين 00ولكنهم الآن خلاف ما ترين 00 أنت دائما تحاولين
إثارتي من أشيائي التي تبدو لك من الوهلة الأولى أنها صغيرة لا
تستحق المكابرة والمعاندة 0
لكنك لا تعلمين أنها في داخلي تتجذر لتوصلني بالغذاء
الروحي الذي يعييني على تحمل فظاظة هذه الحياة وقسوتها 00
حسنا 00حسنا 00لن أسهب في القول وأطنب فمن الصعب على
مثلك أن تفهم معنى البدائيات 00والتحول00 والزمن الرديء 00انت
امرأة ظلها في عينيها 00اما أنا فمازلت ابحث عن ظلال ألوذ بها من
وحشة القفر00أخيرا00 قررت عدم النوم اعتمرت بالغترة والعقال
وخرجت كانت معظم السيارات مستكينة بمحاذة الأرصفة عدا
سيارات الساهرين امثالي00وسيارات النجدة والدوريات والتي
اشعر حينما تمر بجانبي بالأمن والخوف في آن واحد ماذا لو
أوقفوني وسألوني عن سبب تجوالي في هذه الليلة الباردة
الممطرة00 استبعدت الفكرة لمجرد تذكري أن غدا هو عطلة نهاية
الأسبوع0
عند وصولي 00بحثت عنهم 00 وجدتهم في الذاكرة
شخوصا على الأرض 00كانت الأرض غير الأرض والناس غير الناس
00والرؤى تبعث سرابا حالما يضف على شفتاي ابتسامة ما خالجها
الشك00 لكن ما يفزعني هذه الليلة ( أصداء القهقهة ) إنها تفسد
علي لذة التحديق00 تتوغل في ( الحلم ) تجرده من القدرة على
التحليق 00يالفجيعتي المتأخرة00 هل أكتشف بعد كل تلك السنين
الطوال 00 أن أصدقائي مازالوا هم الأصدقاء 00وانني ما فقدت
واحدا منهم تحت أي ظرف من الظروف 00 هل أكتشف أنهم مازالوا
يشاركونني أحزاني وأفراحي 00اخبارهم تصلني 00اخباري تصلهم
00 أتصفح الجرائد أجد أسمائهم أبحلق في التلفاز أجد صورهم
يتطورون بفعل الحضارة منهم الطبيب00 المهندس 00الأستاذ00 يا
لجسارة الموقف 00هل كنت أبحث عن ( طفولتي) تحت أنقاض
السعادة 0
(( مقطع))
لأني أعلم أن لاشيء يساوي لحظة ذكرى حملت أحلامي وارتحلت
ومازلت ابحث في الأرض ( المقفرة) عن زهرة ( لوتس) تستمد
نضارتها من الحرمان ويتشعب جذرها في النسيان 00 عندما أجدها
لا تتوقعين أن اهديها إليك 00 لا لشيء 00الا لأني سوف أغرسها
في الجرح وأمضي من حيث أتيت 0[/overline]