النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: @@::::>>الروائية (نجوى العوفي)تسطر بحروف من ذهب الرجل الذي لا اعرفه<<::::@@

  1. #1
    ~ [ نجم نشيط ] ~ الصورة الرمزية انا كايدهم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    حيثما وجد النمر
    المشاركات
    210

    @@::::>>الروائية (نجوى العوفي)تسطر بحروف من ذهب الرجل الذي لا اعرفه<<::::@@

    بسمـ الله الرحمنـ الرحيم
    7
    7
    7
    7
    7
    7
    7
    7
    7
    7
    7









    الروائية (نجوى العوفي) تسطر بحروف من ذهب الرجل الذي لا أعرفه



    الرجل الذي لا أعرفه

    يعج المطار بالناس ، هذا يحمل حقيبته ، وهذا يتكئ على الجدار ، وتلك تنادي صغيرها الذي أبتعد جرياً وراء كرته المتدحرجة بين أقدام المسافرين .

    تُنبه زوجها الذي يقف بجوارنا ، يبحث بعينيه عن ابنه ، فيحمل زوجها حقيبة زوجي بدل حقيبته ، فأمسك بيد زوجي لأنبهه لهذا الخطأ ، قبل أن يبتعد ذاك الرجل الباحث عن أبنه بحقيبة زوجي .

    يثير انتباهي أهازيج وغناء وفرحة عمت أركان المطار ، وبين غمضة عين وانتباهتها تحول المطار إلى ما يشبه المحفل .

    الكل يصفق ، أهازيج جميلة تملأ المكان ، أغاني ينبعاوية ، وكسرات جميلة تملأ أذناي ، شباب بعمر الزهور يتراقصون بأجساد رشيقة ، شعورٌ غريب يجتاحني فألتصق أكثر بذراع زوجي ، لم أعد أميز الوجوه فسرعان ما يحضر وجه ويختفي بالآخر القادم بعده ، المكان يضيق بينا وكأننا فوج يتجه إلى ملعب دولي ، أو حفلِ كبير .

    يشعر زوجي بي ، فيمد يده الأخرى لينقلني بجوار الجدار ليبعدني عن أجساد الشباب الطائرة التي لا تشعر إلا بالنشوة والسعادة الفائضة من القلوب قبل الأعين

    أمسك ذراع زوجي بقوة وأسأله في ذهول بكلمات تقتل صمتي المرتعش في حنجرتي :- ماذا هناك ، لما كل هذه السعادة ؟؟

    يرد علي بحنانه المعتاد : لا شيء ، أكيد أن هناك لاعبي نادي الاتحاد .

    وبين ذهولي واستنكاري للموقف أسأله :- أو يستحق الأمر كل هذا العناء !!

    يشير بيده للمشجعين الذين ملئوا المكان ، وغصت بهم أركان صالة المطار :- أنظري إليهم ، ماذا تقرئي في وجوههم .

    تصفيقة جميلة ، موال ينبعاوي ، يشق ضجيج المشجعين ، ينهمر صوت غنائهم كمطر عذب بارد يغسل القلوب بلمسة فرح دافئة تبعث في الأعين لألئ تكاد تضيء من شدة لمعان الفرح داخلها ، شعارات لونها أصفر مقلمة بالأسود يتناقلها الشباب وهم يهتفون للاتحاد :

    أووووووووووووه يا أتي يا موج البحر

    أووووووووووووه يا أتي يا مهندس كور

    أووووووووووووه يا أتي سلطان وأمر

    أووووووووووووه لأمرك جمهورك حضر

    موج البحر

    موج البحر

    أوووه أوووه

    صعب وخطر إذا هدر

    أووووه أوووووه

    موج البحر

    موج البحر

    أووووه أووووه

    أووووووووووووه يا أتي يا عشق البشر

    أووووووووووووه يا أتي يا موج البحر

    تنتقل السعادة بين المسافرين وكأنها نحلة وجدت زهراً فرقصت فرحاً فاجتمعت الخلية بأكملها لتنعم بالرحيق العذب .

    وسط الجموع ، تقع عيني على طفل المرأة الضائع خلف كرته المتدحرجة ، يلاعبه رجل في الأربعينات من عمره ، تغمره سعادة عظيمة بالمشجعين ، يكاد ينطق لسانه فرحاً بأهازيجهم ، يجامل هذا ، ويمد يده للسلام على هذا ، يتحدث فلا أسمعه ، يبتسم فأشعر بسعادة الكون تنام هانئة بين حنايا قلبه المغرد بأملٍ جديد .

    أشير لزوجي على الطفل : والد هذا الطفل أخذ حقيبتك بدلاً من حقيبته !!

    أين هو ؟؟ هكذا يجيبني .

    أشير بيدي وسط الجموع حياءً وخجلاً من أن يرانا أحد فيعتقد أني أشير إليه ، أوووووووووووه أنظري من هنا ، ما شاء الله تبارك الله !!!

    نسي زوجي الحقيبة ، ولم ينظر إلى الولد بل إلى الرجل الأربعيني الواقف يلاعبه بالكرة ، وابتسامته تتوزع على من حوله ، وهم يكثرون التجمع عليه ، يكاد يختفي كبدرٍ منير وسط غمائم تحمل خيراً تريد أن تهطل سعادة وفرحاً ونشوة .

    زوجي يخاطبني : وهل عرفتِ هذا الرجل من يكون ؟؟

    ومن يكون ؟؟ قلتها استغراباً .

    - هو سبب هذا الضجيج وهذه السعادة التي جمعت المسافرين جميعاً في هذه الصالة .

    * ومن يكون ؟؟ .

    - هذا منصور البلوي ، هكذا يجيبني وصوته يتدفق حماساً وفخراً .

    * هل هو لاعب في نادي الاتحاد !! .

    - بل قولي أنه صانع أمجاد نادي الاتحاد ، يأتيني صوته مفاخراً وقوياً .

    * ما شاء الله ، تبارك الله . أرددها داخلي . ما شاء الله تبارك الله .

    _ أبقي هنا ، سأتجه نحوه لعلي أستطيع أن اسلم عليه ، هكذا يأتيني صوته ، وهو يبتعد عني ، ويغص بين كل تلك الجموع .

    عجباً رجل واحد يجمع هذا الكتلة من البشر المتحركة حوله ، رجل واحد يستطيع أن يحول صالة مطار باردة جافة إلى منبع سعادة وفرح !!

    رجل في أوائل الأربعينات ، يستطيع أن يجمع شبابنا رغم اختلاف أعمارهم ، وميولهم وهوايتهم على سعادة واحدة ، وموجة فرح تجمعهم جميعاً في صالة باردة أصبحت بعد حرارة تصفيقهم وأهازيجهم الجميلة نارٌ كالحريق .

    صوت أهازيجهم يملأ المكان ، والكل يردد في صوتٍ واحدٍ :-

    بطولة يا بطولة

    والآتي من يطوله

    الأتي رافع الرأس

    حقق لنا البطولة

    بطولة يا بطولة

    والآتي من يطوله

    الأتي رافع الرأس

    حقق لنا البطولة

    الكأس الأخضر قولوا لمن

    قولووووووا

    ما غير الأتي ما في ولن

    الكأس الأخضر قولوا لمن

    قولووووووا

    ما غير الأتي ما في ولن

    الكأس لأجلك يا اتحاد

    أنت ملكته بأجمل فن

    الكأس لأجلك يا اتحاد

    أنت ملكته بأجمل فن

    مقبلين مقبلين يا الله على بابك

    فايزين فايزين فرحة ومبارك

    مقبلين مقبلين يا الله على بابك

    فايزين فايزين فرحة ومبارك

    الأتي هو البطل

    حقق وجاب الأمل

    بالكأس عقده أكتمل

    أبدع وجاب الكؤوس

    يستحقها والله ، هكذا صوت زوجي يوقظني من أفكاري الهاربة بي إلى بحيرة التساؤلات التي تقذفني بسؤال بعد سؤال ، وتكثر حولي علامات التعجب ، وتزيد علامات الاستفهام ، وأشعر بأني بلهاء وسط موجةِ فرحٍ شقت عباب السماء ، وأنا لم يصلني من فرحهم ماءً أو نار .

    * هل سلمت عليه بهذه السرعة ، سألته بذهول .

    - أجابني وهو يحمل حقيبة ذلك الرجل الباحث عن ابنه ، وهل مع كل هذا الجمع أستطيع الوصول له !!! .

    - أردف قائلاً :- لو لم تكوني معي ، لمكثت أزاحم هذا الحشد حتى أصل إليه .

    هيا بنا فلنمضي .

    * وهل يستحق الأمر كل هذا العناء !!! .

    أحمل حقيبتي ، وأنظر مجدداً إلى هذا المنصور ، وفي نفسي أردد ، أو يستحق !! أو يستحق !! .

    يبتعد بي زوجي إلى مكانٍ آمن ، فقد امتلأت الصالة بالمشجعين ، وبدأنا نسير عكس التيار ، هم يتدفقون إلى الداخل ، ونحن نخرج إلى ركن يعصمنا من هذا الإعصار البشري الذي أجتاح صالة الانتظار .

    يقف بي زوجي عند كراسي حديدية تقبع خارج صالة الانتظار ، وقبل جلوسي أشير لزوجي على رجل وامرأة يتجهان نحونا قائلة :- ذاك الرجل هو من اخذ حقيبتك !! .

    يسلم زوجي على الرجل ، وتجلس زوجته بقربي ، أنفاسها متسارعة ، وصوت حجرشة صدرها أكاد أسمعه ، ما بالها ، أظنها تبكي !!

    أو تبكي حقاً !! ما الذي حدث ، وما هو الأمر المبكي !!

    يبتعد زوجي مع زوجها ، ويدخلا الصالة المليئة بالأهازيج الاتحادية الجميلة ، والشباب الراقص حباً وفرحاً .

    يا ليله دانه يا هووووه

    والإتي جانا ايووووه

    يا ليله دانه يا هووووه

    بالكأس جانا يا هووووه

    يا عميد النوادي

    أنت يا حبي الكبير

    إتحادي إتحادي

    أتي وفي لعبه خطير

    يا عميد النوادي

    أنت يا حبي الكبير

    إتحادي إتحادي

    أتي وفي لعبه خطير

    كل ما عيني تشوفك

    أنسى همي والكدر

    أعشقك من صغر سني

    تسألني وصوتها يغرق في دمعات عينها :- ألا تعرفين إلى أين يذهبان ؟؟

    يقطع صوتها تلك الأهزوجة الجميلة ، ألتفت إليها قائلة بكل ثقة :- أكيد أنهما ذهبا ليحضرا ابنك .

    هنا قفزت الكلمات من فمها سريعة رشيقة وقوية :- وهل تعرفين أين ابني ؟؟

    نعم هكذا أجبتها !! أنه بالداخل يلاعبه رئيس نادي الاتحاد السعودي / منصور البلوي .

    ماذا ، بدهشة تقولها لي ، وتردف قائلة :- وهل منصور البلوي هنا معنا في هذه الصالة .

    * نعم ، ولماذا كل هذه الدهشة ، أليس بشر مثلنا ، أليس هذا المطار هو مطار دولي ، أم أن له معاملة خاصة وأنا لا اعلم .

    - أكيد أنك لا تعرفين من هو منصور البلوي ؟؟ .

    * لا ، لا اعرفه ، ولا أريد أن اعرفه ؟؟ هكذا أجبتها لأنهي هذا الحوار الذي لا يحمل اليوم إلا التمجيد برجل ، العالم بأسره يعرفه ، وأنا أجهله تماماً .

    أبحث عن شيء يسليني ويبعد عني هذا التوتر الذي أصابني فجأة وبدون سبب .

    تقع عيني على مجلة بعيدة مني ، ربما أجد فيها ما يسليني ، ولكن أين صاحبها ، ربما مشجع من المشجعين ، أو ربما معجب فقط مثل المعجبين الذين أمطرتني أسئلتهم اليوم بأعرف أو لا أعرف .

    وصلت إلى تلك المجلة التي أغرتني بأوراقها الملونة فربما أجد فيها ضالتي ، رفعت المجلة من على الكرسي ، ومكثت مكانها ، وبدأت أقلب أوراقها ، ويا للهول كان القدر أمامي بالمرصاد ، أنها مجلة رياضية بحته

    ولكن غلافها يضيء بابتسامة عريضة تعتلي وجه منصور البلوي ، لقاء صحفي فاخر ، تضيء المجلة بأكثر من ست صفحات ، تحمل أسئلة من المحرر الاتحادي الواضح الميول ، أو ربما المعجب مثل باقي المعجبين ، وردود صريحة وواضحة المعالم من هذا المنصور .

    بدأ الحوار بديباجة منمقة وجميلة ، وكلمات تقطر إعجاباً ورونقاً ، كلمات نُسجت لتُعرّف بالرئيس الاتحادي الحالي ، ولد في جدة ، عام 1385 ، تلقى تعليمه الأدبي بها ، وحصل على شهادته الجامعية في الاقتصاد من جامعة الملك عبدالعزيز عام 1408 هـ ، ينحدر من أسرة تجارية عريقة .

    آه ، لذا هذه الشهرة ، تاجر أبن تاجر ، وأكملها بتخصصه الجامعي ، ولكن ما الذي رمى به في طريق الرياضة ؟؟ هل هي من سعت إليه !! أم هو من سعى إليها !! ولماذا الاتحاد بالذات ؟؟ .

    صوت تلك المرأة يوقظني من أفكاري :- لا أستطيع أن أجلس وحيدة ، فهل تمانعين أن اجلس بقربك ؟؟.

    * وما المانع ؟؟ دون أن أرفع رأسي عن الصفحات الملونة التي أقلبها بين يدي ، ألتقط جملة وأترك جملاً كثيرة ، فلست من هواة الرياضة ، ولم أتابع قط نادي رياضي أو أهتم بنادي أو مجلة رياضية كما افعل الآن .

    أسمعها تتحدث ولكن لا افقه كلامها ، فحديث نفسي وكل تلك الأسئلة الهاربة من مربطها تسحبني بعيداً مع التيار الرياضي الذي أغرق فيه اليوم حتى أذني .

    صوتها يختلط بأهازيج اتحادية جديدة تدخل سمعي ، وتعيدني إلى ذلك التيار الذي يسحبني اليوم ولا اعرف إلى أي اتجاه يتجه بي ، أهو إلى المحيط ، أم سيرمي بي على أحد الشطئان النائية.

    قولووووووووووو ما شا الله

    يا لون الذهب ما أحلى لون شعاركم

    يا لون الذهب ما أحلى لون شعاركم

    نعم نعم يا اتحاد أحبكم

    نعم نعم فنكم يشهد لكم

    نعم نعم يا اتحاد أحبكم

    نعم نعم فنكم يشهد لكم

    قولووووووووووو ما شا الله

    يا الله يا الله يا آتي

    يا الله يا الله يا آتي

    هذا الأصفر هذا هو فريقي

    لون الذهب لونه هو حبيبي

    هذا الأصفر هذا هو فريقي

    لون الذهب لونه هو حبيبي

    أتي أتي عشقنا

    أنت قطعه مننا

    أتي أتي عشقنا

    أنت قطعه مننا

    يا الله يا الله يا آتي

    يا الله يا الله يا آتي


    الرجاء عدم الرد حتى الانتهاء من الرواية


    <<<<<<<<<<<<<<<<< يـــتبع
    [align=center]

    مــن جــد بــدري ع ــليــك .. !




    :واو: :واو: :واو: [/align]

  2. #2
    ~ [ نجم نشيط ] ~ الصورة الرمزية انا كايدهم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    حيثما وجد النمر
    المشاركات
    210
    أهازيجهم جميلة ، تبعث في النفس نشوة منتصر ، وفرحة فائز ، تشعرك أنك في ليلة عيد ضائعة ، بل قل منسية ، نعم فليالي العيد أصبحت منسية ، والفرح فيها ضائع ، وها هم بتلك الأهازيج ، وهذه الفرحة الخالصة من القلب ، تعيدني إلى عيد مضى وتلاشى معه فرحه الصادق قلباً وقالباً .

    وها هم يعيدون لي فرحة ضائعة بفرحهم هذا .

    أنظري لقد عادوا ؟؟ لقد عادوا ، صوتها المغرد فرحاً يمزق صمتي فأقول في ذهول : ومن هم الذين عادوا !!.

    تجاوبني : زوجي وزوجك وأبني معهما .

    الحمدلله ، قلتها بصوت ضعيف ، وأردفت بصوت يحمل شيء من القوة : ويا ليت أن يكون المولد قد انفض .

    أية مولد ، سؤال استنكار رمتني به قبل أن تنهض وتبتعد بخطى سريعة بعض الشيء .

    مولد الأستاذ الجامعي ، رئيس نادي الاتحاد / منصور البلوي ، تثرثر نفسي بهذه الكلمات ، لأقف حاملة المجلة ، وأنا أنظر لزوجي فربما قد آتى معه الفرج .

    وفعلاً يتقدم زوجي نحوي مسرعاً ، وهو يحمل حقائبنا المنسية عند ذاك الكرسي الذي تركته لأبحث عن التسلية التي أوقعتني في ا لمجلة التي تحمل وجه ذلك المنصور .

    مجلة من هذه ؟؟ هكذا يبادرني بسؤاله قبل أن اسأله أنا عن ذلك المولد هل أنفض أم لا .

    لا أعلم وجدتها قلت أتسلى ، هكذا أجبته .

    ومنذ متى تقرئين مجلة رياضية ، ومن أين أتاك هذا الاهتمام الرياضي ، هكذا سألني وهو يأخذ المجلة من بين يدي ويضعها على الكرسي ، ويأمرني بحركة من يده بالمغادرة .

    وعكس ما حصل في خروجنا ، وجدته في دخولنا ، الجموع تخرج من الصالة وأنا وزوجي نتجه إليها .

    دخولنا إلى الصالة كان على ابتسامات عريضة ، بعكس خروجنا كان محتفل به بأهازيج اتحادية ، وتصفيق جميل ، حديثهم مبهم بالنسبة لدي فبينهم من يقول : رأينا منصور البلوي ، والآخر يقول سلمنا على حمزة أدريس ، محمد نور ، أحمد الدوخي ، ربما الأسماء التي قيلت أمامي هي للاعبي الاتحاد ، بل أكيد أنها لهم ، إذا وجد رئيسهم فالمؤكد أنهم معه .

    ينهي أوراقنا ، ونجلس مطمئنين في طائرتنا المغادرة أرض الوطن الغالي ، في الدرجة السياحة الملأى بالمسافرين ، نجلس أنا وزوجي في الكراسي الوسطى للطائرة ، آه كم تمنيت أن أجلس بالقرب من النافذة لأرى وطني الحبيب وهو يتحول في عيني أضواءً تودعنا وتدعو لنا بسلامة الوصول لها مجدداً بإذن الله .

    وبعد ساعات من التحليق في الجو أتمنى أن أرى البحر الشاسع الواسع ونحن نخترق أجوائه ، فالرحلة طويلة تمتد إلى ساعات وساعات .

    ينهض طفل العاشرة من قربي ، وأمه تجذبه بكم قميصه لا تريده أن يغادر ، وهو يعاندها يريد الذهاب ، فتشير لوالده الذي يجلس على آخر المقعد معنا .

    والده يأمره قائلاً :- عامر أجلس ستطير الطائرة ألان .

    يجلس وعلى وجهه ترتسم علامات الغضب القاهر ، ترتسم داخلي علامات استفهام ، أقول لزوجي : ولماذا يمنعانه من الذهاب ، ربما أراد دورة المياه .

    يجيبني زوجي ضاحكاً : ألم تري الدفتر الصغير في يده ، أشرت برأسي نعم ، وأردف قائلاً : يريد توقيع لاعبي الاتحاد .

    وأين هم هؤلاء اللاعبين !! قلتها باستغراب .

    هنا في الطائرة معنا ، هكذا أجابني .

    يا إلهي ، أما زال الاتحاد يلاحقني اليوم !! ما الذي حصل !! وما فعلت اليوم ليكون جزائي هذه الأسئلة الهاربة من مربطها ، لتمطرني بعلامات الاستفهام والتعجب ، يا إلهي ليت السفر تأخر بنا إلى الغد ، لكان ارحم من هذا الصدى الذي تبعث به كل تلك التساؤلات .

    صوت قائد الطائرة ، يمزق أهاتي قبل أن تكتمل ، يرجو من ركاب طائرته ، أن يلزموا مقاعدهم ويربطوا أحزمة الأمان فقد أوشكت الطائرة على الإقلاع .

    يمْثُلُ الجميع لذلك النداء ، وتنتشر بيننا المضيفات ، كفراش ناعم ساحر بابتسامة عذبة ، وحجاب أخاذ ، وهدوء رائع ، يتأكدن من امتثال الجميع للأوامر ، وينظرن للأطفال ، ويساعدن الجميع ، خلفهن آتى شاب جميل ووسيم ، بطاقته تخبر أن له اسماً هو جمال ، وله من أسمه نصيب .

    ينتقل بين الركاب ، فتلمح عينه صبي العاشرة الغاضب ، فيقترب من مقعدنا ، ويقف بالقرب من والده , أي في نهاية معقدنا من الاتجاه الأخر ، يخاطب الصبي بلهجة نجدية محببة : علام الأمير زعلان ؟؟ لا يتلقى رد ، فالصبي غاضب إلى درجة البكاء ، اشعر به وهو يبكي داخلياً ، لكنه يمنع نفسه من الانفجار باكياً أمام الركاب ، لأن الكل لن يسمح له بذلك ، فالكل سينهره قائلين ( ما في رجال يبكي ، البكاء للنساء فقط ) .

    وكأن البكاء ضعف وانكسار ، وليس غسل هموم وأحزان .

    يخبره والد الصبي برغبة ابنه في الذهاب للاعبين في الدرجة الأولى ، يبتسم المضيف ، فتضفي ابتسامته على وجهه رونق صدق وعاطفة حب ، ويداعب الصبي بقوله : ولا يهمك طال عمرك ، إذا أقلعت الطائرة ، وصرنا في الجو آمنين ، لك علي أخذك من يدك ، ونذهب لهم ، وتشوفوهم وتسلم عليهم ، وأرجعك برسم ال***ة ، راضي يا طويل العمر .

    تنفجر شفتي الصبي بابتسامة رضا ، بينما عيناه تحمل نظرات رجاء ، يوجهها لوالده ليرى تعابير وجهه فهل سيوافق على ذلك أم لا .

    ابتسامة رضا ، مع هزة رأس إيجابية ، تعلن الموافقة .

    تتحول الابتسامة إلى ضحكة رضا ، وكأنه يقول داخلياً : هيه .

    ما هي إلا دقائق معدودة ، وأتى بعدها المضيف الوسيم ، لينفذ وعده لصبي العاشرة ، بلغته المحببة ، خاطبه قائلاً :- جاهز يا طويل العمر .

    نهض الصبي مسرعاً ، والضحكة تشق وجهه الصغير الذي كان معتماً قبل دقائق ، ويذهب وراء المضيف بخطى سريعة ، وكأنه طائر صغير ، يوشك على الطيران فيقفز فرحاً بذلك الجناحان الصغيران ، يريد أن يسبق المضيف بخطاه السريعة ، بوجهه الضاحك ، بحلم طفولي أنبلج داخله في ثوانٍ .

    غاب الصبي ، وزوجي ينظر إلي بنظرات ضاحكة ، ومن بين ضحكاته الخفيفة الخافتة يحدثني قائلاً : أعرف ما يدور في ذهنك الآن !!

    لا شيء في ذهني الآن . هكذا أجبته وأنا ابعد نظراتي عن نظراته المنتصرة علي

    ضاحكاً يقول لي : عيني في عينك .

    نظرت إليه ، فلم أتمالك نفسي ، وضحكنا نحن الاثنان بصوت خافت .

    وما هي إلا دقائق ، وألمح ذاك الصبي يأتي مسرعاً فرحاً نحو مقعده بالقرب مني ، يعبر بين المقاعد ، وهو يحمل دفتره الصغير في يده ، وقد أمسكه بقوة ، كالخائف عليه من الفرار من بين يديه .

    السعادة التي رسمت ملامحه الصغيرة تكاد تنطق فرحاً وأهازيجاً كأهازيج الشباب في صالة المطار .

    يقلب صفحات دفتره بين يديه بسعادة ، يطلب والده الدفتر ، يناوله اياه ، وعيناه تلاحقه ، وكأنه يخشى عليه ، يتأمل دفتره بفرح وسعادة غامرتين ، ووالده يقلب الأوراق يقرأ توقيع اللاعبين ، وعيّنى الصبي لا تفارق الدفتر ، وكأنه أمٌ تناظر ولدها الصغير وهو يلعب أمام بيتها ، وعيناه تباريانه في كل حركة وانثناءه .

    يعيد والده دفتره ، فيبحث في أوراقه سريعاً ، وكأنه يخشى أن هناك ما سقط من الكلمات ، ينظر إليّ بفرحه الجميل ، فأشير له بعيناي بنظرة نصر وفرح تبادله فرحه الجميل .

    يشير لي بدفتره ، فأطلب منه بحركة من يدي أن يعطني دفتره لثواني ، ويستجيب لطلبي ، وبسرعة البرق أجد الدفتر الصغير بين يدي ، أقلبه فأجد تواقيع فقط تحمل أسماء لاعبي الاتحاد .

    سعيد الودعاني ، خميس العويران ، حمد المنتشري ، رضا تكر ، مبروك زايد ، عدنان فلاته ، أحمد الدوخي ، سعود كريري ، مناف أبو شقير ، محمد نور ، حمزة أدريس ، مرزوق العتيبي .

    أنظر إلى زوجي ، وأنا أمد يدي لأناول الصبي دفتره ، وعيني تحمل نظرة انتصار لا أعرف لماذا شعرت بهذا الانتصار .

    ماذا بك ، إلى ماذا ترمين بهذه النظرة ، هكذا بادرني بسؤاله .

    لا يوجد توقيع إلا للاعبين فقط . هكذا أجبته بخبث .

    آآآآآآآآآآآه ، قالها طويلة وجميلة وأردف : وأقول ليه النظرة هذي .

    يقترب مني في جلسته ، وهو يكمل : هذا ولد صغير ، لا يعرف إلا اللاعبين الذين يعرضوا على الشاشة ، ولا يعلم عن رئيسهم وما يبذله من جهد .

    أترى هذا ؟؟ ، أجبته بسخرية .

    أجابني بشيء من التهكم : أترين أنت شيء آخر .

    نعم ، أرى ما لا تراه .

    أكملت قائلة وأنا أوجه نظري إليه :- أين سعيد غراب ، أليس في الاتحاد ، والسد العالي .

    قاطعني :- أوووووه ، أحمد جميل ، الله يسقي ذيك الأيام .

    أين هم ، هكذا سألت .

    اعتزلوا ، والكثير غيرهم اعتزلوا هكذا أجابني .

    وماذا بعد الاعتزال ، قلت له هذه العبارة وأنا أنظر أمامي ، ينظر إلي ويردد جملتي الأخيرة : وماذا بعد الاعتزال .

    نعم قلتها أكيدة ، وماذا بعده ، أليسوا لهم جماهير ، ألم يكونوا يصولوا ويجولوا في الملاعب الدولية .

    طيب ، هكذا قال لي مشجعاً لكلامي ومؤيد .

    طيب قلتها بعده ، أين هم ، لما لا يكون هناك اهتمام من النادي بلاعبيه ، يقدمهم لو في الشهر وحدة مرة . يلاقي الخبرة بالدم الجديد الحار ، يتبادلون الخبرة ، يكون لهم رأي في الوضع الجديد ، يحضر مشجعيهم ، ويكون النادي كبيت الأسرة الكبير .

    ربما يعمل هكذا ، هكذا أجابني ، أو ربما لهم وجهة نظر أخرى ، لا أعلم عن الأمر هذا شيء .

    فقلت فرحة :- وأخيراً وجدت من لا يعرف منصور البلوي مثلي .

    هنا أبعد زوجي جسده عن الكرسي قليلاً ، ليرى ذلك الصبي الجالس بقربي وسأله :- عمو أنت تشجع نادي الاتحاد .

    رد الولد بفرح شديد :- طبعاً .

    فقال له زوجي : ومن هو رئيس نادي الاتحاد ؟؟

    فأجاب بسرعة كبيرة ، وبطلاقة لم أعهدها عند من هم في سنه : منصور البلوي

    فنظر لي زوجي نظرة انتصار ، وعاد يغوص في مقعده هانئاً مطمئناً .

    نظرت إلي الصبي وبدوري قلت له : ولماذا لم يوقع لك في دفترك !!

    لم أجده هكذا أجابني ، وأردف قائلاً : لكن المضيف قال لي عندما يجده سيذهب بي إليه قالها والسعادة تلمع في عينيه .

    مرت دقائق صمت ، وإذا بي أحس بحركة الصبي ألتفت لأراه يتجه إلى والده ، يحادثه سراً وبصوت خافت لا يكاد يسمع منه إلا همهمة غير واضحة .

    يقف والد الطفل ، ويفتح خزانة الطائرة ، وكأنه يحاول فتح كيس أو علبه لا أعلم ، وما هي إلا لحظات ويخرج منها مجلة يعطها للصبي .

    يعود الصبي إلى مقعده ، ويقلب المجلة لأرى وجه المنصور المتبسم مجدداً ، ربما هي ذاتها تلك المجلة التي تركها على الكرسي في صالة المطار !! فمن يدري ؟

    يشير الصبي على غلاف المجلة ويقول لي بصوت يحمل في طياته الكثير من الفرح : هذا منصور البلوي ، أتعرفينه ؟

    لا ، لا أعرفه . هكذا أجيبه وأنا أخذ المجلة من بين يديه وافتح صفحاتها سريعاً لأصل للقاء الذي لم أكمل قراءته .

    أنظر إلى الصبي بعد أن وصلت لمبتغاي وأنا أثني صفحات المجلة أمامه قائلة : هل لي أن أقرأ هذا اللقاء .

    فيرد على بمرحه المعتاد : طبعاً ، اقرئيها .

    أكمل قراءة الديباجة الطويلة العريضة التي تمجد الرجل الرياضي خريج الاقتصاد والتاجر المعروف فأقرأ السطور على عجل لأصل إلى الحوار لعلي أقرأ المنصور في إجابته على المحرر .

    ظهر في الوسط الرياضي مع بداية حياته العملية 1409 هـ ، كأحد أعضاء الشرف الداعمة لنادي الاتحاد .

    تولى منصب المشرف العام على كرة القدم فترات متعددة وبرز في الساحة الرياضية خلال فترة رئاسة المهندس حسن جمجوم لنادي الاتحاد حيث تولى

    الإشراف على كرة القدم ودعم فريقه مادياً ومعنوياً وساهم بشكل فعال في إنهاء الكثير من الصفقات الكروية التى كانت تدعم صفوف الفريق ومن أبرزها صفقة النجم البرازيلي ( بيبيتو والنيجيري بابا نجيدا ) .

    اختير في ربيع الثاني 1424 هـ رئيساً لنادي الاتحاد بإجماع أعضاء شرف النادي ، ليكون الرئيس رقم (36) في عدد الإدارات التي تعاقبت على الإدارة النادي منذ تأسيسه عام 1347هـ .

    قدم ميزانية تقديريه للموسم الرياضي 1425/24 هـ بلغت 30 مليون ريال تكفل

    وإداراته بالجزء الأكبر وقد كانت أول ميزانية تقديريه تعلن مسبقاً في تاريخ الأندية السعودية.

    يا ألهي صفحة كاملة وتامة عن البلوي ، وما فعله وما سيفعله ، أين يقبع هذا الحوار ، ربما هذه سيرة ذاتيه عنه ، أو ربما احتفاء بالمنصور كرئيس نادي .

    أبحث بين الصفحات عن هذا اللقاء ، فما قرأته واعتقدت أنه لقاء مسبقاً لم يكن أكثر من سيرة ذاتية تمجد أفعال الرجل .

    فأين أجد صفحات اللقاء وسط هذه المجلة الملأ بالأخبار الرياضية والأندية التي لا أعرف للاعبيها أسماً أو فعلاً .

    ها هي ذا وجدتها ، يعتلي الصفحة الزرقاء الباردة ديباجة بالخط العريض

    البلوي في أول حوار بعد اختياره رئيساً

    لست ديكتاتوراً وثوابت الاتحاد لن أحيد عنها

    وبخط صغير في الزاوية اليمني للصفحة كتب / حوار عبدالله فلاته

    وأخيراً وجدت لقاءه في كل تلك الصفحات ، ولكن يسبقها تعريف بسيط وحديث المحرر عن هذا المنصور :-

    اجمع الاتحاديون بشكل مثير على اختيار منصور البلوي رئيساً لناديهم بعد تاريخ طويل من وقوفه بجانب النادي حتى تبوأ قمة الهرم الاتحادي وتربع على الكرسي الساخن .

    عكاظ التقت البلوي في أول حوار يجري معه كرئيس قادم للعميد وبدأ واضحاً الاختلاف السريع في لهجة خطابه الإعلامي فبدلا من تحدي منتقديه على الرئاسة أكد انه لن يحيد عن الثوابت .

    - وليس هناك من ينتقده إذا هنا يكمن النجاح ، وليس في المؤيدين !!

    نبارك لك رئاسة العميد؟

    اشكر كل من وضع ثقته بمنصور البلوي لرئاسة العميد من أعضاء شرف وجماهير وبإذن الله سأسعى لتحقيق الآمال والتطلعات حتى يبقى العميد في القمة يؤدي رسالته الحضارية التاريخية تجاه شباب المجتمع .

    هزمت منتقديك من أعضاء الشرف ووصلت لرئاسة الاتحاد ؟؟

    لم اهزم أحداً وعلى العكس وصلت باختيار أعضاء الشرف ومن خلال إجماعهم.

    صوت زوجي يشتت تركيزي ، لأنظر إليه ، لأرى بقربه مضيفة جميلة هادئة تدفع بيديها طاولة ملأى بوجبات خفيفة وعصيرات ، وأكواب من الشاي .

    أطلب الشاي ، فيأخذه زوجي بدلاً عني ، ويضعه على الطاولة الصغيرة التي تعتلي الكرسي ، ويضع السكر ويقلبه ، فهو يعرف الكمية التي أرغب بها .

    يقول لي ضاحكاً : هذي الرحلة غير .

    التفت له وبدون تركيز أقول له : نعم ، هل قلت شيء .

    يرد ضاحكاً : لا سلامتك ، بس أقول جده غير .

    فأرد سريعاً : والطائف أحلى .

    أعود إلى المجلة أقرأ مشاريعه وخططه وأهدافه وكيفية تحقيق هذه الأهداف وطموحه وما إلى ذلك .

    أغلق المجلة ، وأتناول كوب الشاي .

    - هاه ماذا قلتِ .

    * في ماذا ؟؟

    _ فيمن أخذك منا وقرأت لقاءه فلم تعودي تركيزي إلا على كلامه وماذا قال .

    * لا داعي لهذا الكلام ، رأيتكم جميعاً معجبون برجل فأردت معرفة المزيد عنه هل هناك ما يمنع .

    - لا ، ولكن أبعد كل هذا التفكير والبحث وصلت لشيء .

    * أصدقك القول ، نعم هناك ما يشعرني بالفخر .

    - نعم يجدر بكل اتحادي أن يشعر بالفخر لوجود أمثال منصور بيننا ، أتعرفين أن الاتحاد كان يعيش الحرمان طيلة 22 سنة .

    * حرمان ؟؟ قلتها بدهشة ، أية حرمان تقصد .

    أجابني ضاحكاً :- من الحصول على أي بطولة ، وين راح تفكيرك !!

    * يقول العلماء أبحث عن السبب أولاً ؟؟

    - لعدة أسباب منها ما هو بسبب صافرة حكام المباريات ، ومنها جراء ضعف مستوى اللاعبين ، ومنها بسبب خلافات بين الاتحاديين أنفسهم ، حتى جاء طلعت لامي ، الذي حقق ثلاث بطولات فهلت البطولات مع احمد مسعود ثم استمرت ليكون العصر الذهبي للاتحاد في عهد البلوي .

    * فقلت بفرح : وصلنا إلى نقطة البداية ، أسمعت قلت البداية وليس النهاية .

    - وما هي ؟ , رد علي بتعالٍ .

    * إلا وهي يا زوجي العزيز , قلتها وأنا أعدل جلستي على الكرسي أن البطولات بدأت على يد غيره ، إي أن الاتحاد كان يحتاج إلى موجهه وممول من الدرجة الأولى .

    - وهذا ما قلته لك .

    * ولكن الفضل الكبير يعود للبلوي أصحيح ؟ .

    - نعم فهو يعتبر رجل العصر ، وهو صانع أمجاد الاتحاد .

    * أسمع سأخبرك بحقيقة لا يختلف عليها اثنان قلتها له بكلماتٍ سريعة .

    - تفضلي , أجابني بفتور .

    * جمهور الاتحاد هو الأساس وهو أقوى وأعظم جمهور نادي في المملكة وخارجها أيضاً .

    - نعم انأ أؤيدك ، ولكن هل تعلمين أن أكثرية من يشجع الاتحاد يرون منصور البلوي بمثابة من وضع بين أيديهم أبجدية فرح .

    * الله يقويه ها المنصور هكذا قلت وأردفت ، شكلنا اليوم ما راح نخلص ، أقولها وأنا أنظر إليه بنظرة عتب .

    - يأتيني صوته ضاحكاً مجدداً : ترى العدد اللي في يدك قديم .

    * تمزح , قلتها له بسرعة ، وأقفلت المجلة لأرى تاريخها ، نعم هو قديم جداً منذ عدة سنوات ، وجهت نظراتي المندهشة لعينيه ، وسألته باستغراب : ولماذا ؟ وأشرت على تاريخ المجلة .

    - رد علي ضاحكاً وهو يشيح بوجهه نحو الجهة الأخرى : ألم أقل لك هذا المنصور .

    * ومن هو المنصور ، قلتها وقد اعتلى صوتي قليلاً .

    أشار إلي أن أخفض صوتي وقال لي : هو رجل له معزة خاصة في قلوب الاتحادين .

    * ولماذا ، قلتها باستغراب وبسرعة .

    أشار إلي بيده أن أهدأ قليلاً لأنه سيتم كلامه لي .

    - لقد كانت له انجازاته كثيرة في نادي الاتحاد عدي على يدك :-

    كأس السوبر السعودي المصري 1424هـ ، كأس ولي العهد 1424 هـ ، كأس دوري أبطال العرب 1425هـ ، كأس دوري أبطال آسيا مرتين 1425/ 1426هـ ، التأهل إلى نهائيات كأس العالم للأندية باليابان .

    * قاطعته وأنا أشير برأسي إيجاباً : نعم هذه الأخيرة هي سبب كل هذه الضجة اليوم في المطار .

    - الحمدلله ، قالها بصعوبة لقد فهمت الآن من هو المنصور .

    * نعم عرفته ، قلتها بصوتٍ راضي ، أليس هو رئيس نادي الاتحاد .

    - لا ، لا ، لا ، هو صانع للأبطال تذكري هذه الكلمة جيداً ، أسمعي جيداً ، أتعرفين أن المنصور هو أول رئيس ناد ينظم إلى مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهوبين .

    * قاطعته قائلة : أنظم لمؤسسة الملك عبدالعزيز ؟؟

    - نعم ، وأول رئيس ناد يتبرع ويدعم الجمعيات الخيرية .

    * جزاه الله خيراً ، سيجدها أمامه هذا ما احد يقدر يتكلم عنها ، لسبب بسيط ، أننا ولله الحمد بلد إسلامي ليس بمستغرب عنا المساعدة والتعاون بين أبناء شعبه ، الله يعطيه ويوسع عليه .

    - جميل ، قولٌ جميل ، هكذا جاءني صوته وأيضاً معلومة أخرى : في عهد البلوي أصبح الاتحاد أول نادي سعودي يفتتح معسكر خمس نجوم داخل النادي .

    كما دخل الفريق الكروي موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعد نجاحه في المحافظة على سجله الخالي من الهزائم 51 مباراة متتالية .

    * ما شاء الله .

    - هل تعلمين أنه تبرع بدخل مباراة الاتحاد مع أحد الفرق بالكامل لشهداء الواجب وأسرهم .

    * الله يكتب له الأجر .

    - وقد دعم أندية كثيرة مالياً ، وفي مقدمتها نادي النصر .

    * ما شاء الله ، لم أتوقع أن هناك مساعدات بين الأندية .

    - إذا غيري مفهومك من اليوم ، وقد اشترى عقود ابرز لاعبي الأندية السعودية دعما لفريق الاتحاد ، وقد دعم الفريق الاتحادي في مسيرته المونديالية بعدد من اللاعبين الأجانب البارزين ، ولا بعد أزيدك من الشعر بيت فقد دعم أندية مصرية كالزمالك بصفته عضو شرف .

    * يكفي لا أريد أبيات شعرٍ أخرى ، نكتفي بالمعلقة التي كتبناها اليوم ، ولنعقد اتفاقاً لو سمحت .

    - تفضلي .

    * لن نتحدث عن هذا المنصور بخير أو شر منذ الآن حتى آخر العمر ، الرياضة لا تهمني ولا تعني لي شيئاً ، اتفقنا ، أنا مؤمنة بأنه قدم للاتحاد ما لم يقدمه له قبله أو بعده ، لذا أفّضل أن أمضي رحلتي دون الحديث عنه ، وقلت العبارة الأخيرة بحزم شديد .

    اتفقنا ، قالها متخاذلاً متردداً .

    انتهت قصتي معك يا المنصور بما فيها وبما ملأت به عقلي الجاهل بك وبالأندية والرياضة من استفسارات وعلامات تعجب تكاد تخنقني ، وترمي بي أرضاً جثة هامدة قتلتها جهلها برجل هي لا تعرفه لكن العالم بأسره يمجده .

    مضت رحلتي خالية من كل شيء ، ليس هناك ما يبهج ، أسئلة كثيرة تثرثر داخلي ، يرمي لي فكري كل ثانية بل كل لحظة بسؤال ، وأنا كلاعب التنس ، سؤال أرميه فيسقط أرضاً ، وسؤال لا يصل له مضربي فيرتطم بالجدار ويعود أسرع وأقوى إلي ، وسؤال آخر يضربني .

    حين وصولنا ، أحتشد الناس عند البوابة ، كلٌ يريد الخروج قبل الآخر ، طبعاً مفهوم لماذا ؟؟

    حصلت دربكة قليلة ومشادات ، وبعض المشاكل الطفيفة التي تم معالجتها .

    وأخيراً انضممنا للركب النازل من الطائرة .

    ونحن ننزل سلم الطائرة بهدوء إذا بي أرى باص خاص يتحرك من أمام الطائرة يحمل المنصور ولاعبيه ، ومجموعة من الشباب تهتف وتصفق حولهم .

    نظر لي زوجي وسألني : بماذا تشعرين .

    جلت بنظرة سريعة في الباص أبحث عن المنصور ، حين وقعت عليه عيني رأيته مبتسماً ويولح للشباب الضاحك والمشجع لإدارته ولاعبيه ، فقلت في نفسي هل كل ماصنعه للإتحاد من أجل الإتحاد فقط ، أم يا ترى للمملكة ولرفع علم السعودية عالياً ، ها هم سيخوضون معركة البواسل لعل وعسى يعودون لنا بعد رفع علمنا الأخضر المطرز بأجمل كلمات ، ألا وهي الشهادة ، نعم لإعلاء علم بلادي عالياً .

    نظرت إلى زوجي ، وأجبته وأنا أضم يده بيدي : بالوطنية .

    ضحكنا ، واتجهنا للباص لنبدأ رحلتنا مع الإجازة التي صاحبنا فيها المنصور بقصصه واتحاده .

    بقلم أختكم ..نجوى العوفي


    انتهــى


    للأمانة الموضوع منقول
    [align=center]

    مــن جــد بــدري ع ــليــك .. !




    :واو: :واو: :واو: [/align]

  3. #3
    زمان الصامت الصورة الرمزية رمسون
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    الرياض ..&*&
    المشاركات
    2,581
    طيب نقول للكاتبة وناقل الموضووع



    مـــــــــــــــــــــاعل يك زود
    [

  4. #4
    بطل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    2,070
    مشكوووور اخوي

  5. #5
    إدارة عامة الصورة الرمزية أبوعبدالرحمن
    تاريخ التسجيل
    Dec 2002
    الدولة
    غرابيل
    المشاركات
    34,173
    شكلها تبي لها قرشين تصيف فيها

    واعتقد ان هالموضوع بتوصيه من زوجها
    (خريفك) مع (ربيعك) مع (شتاء قلبك) مع( حرّه)=( فصول العشق ) تاخذني كذا من ( زحمة الأيام )
    لسانك لا سكت وإلا حـــكى ( لله يا درّه ) = سكوتك ( حكمة العاقل ) وهرجك ( قمة الأنغام )



    [email protected]

    www.aait.sa
    www.mta.sa

    0503444442

    اللهم إن لنا أخوان وأخوات في هذا المنتدى
    منهم من غاب عنا لأي سبب
    ومنهم من هو غائب حاضر
    ومنهم من هو مستمر حتى الآن
    شاركونا بعلمهم .. وخبراتهم .. وتجاربهم
    ناقشونا ونصحونا وعاتبونا
    واسونا في أحزاننا وشاركونا أفراحنا
    نتمنى لهم الخير والسعادة أينما كانوا
    وندعو لهم بظهر الغيب أينما حلوا
    اللهم احفظهم وأغفر لهم وأنزل عليهم رحماتك أحياءً وأمواتاً

  6. #6

    مشرف مؤسس


    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    7,833
    والله انك صادق اخوي بوعبدالرحمن وشو مناسبة الموضوع
    [img]http://arabs2eyes.********************************************/hilali_asharqya.jpg[/img]

    قمة الظلم أن تشتريه باغلى الاثمان فيبيعك بلاثمن.
    قمة الظلم أن تعشق وتحب حتى الجنون فلا تُعشق كما تعشق


    الهلال الاول في الفن والامتاع والطرب فهل فهمتم ياعرب

  7. #7
    قلم رياضي الصورة الرمزية بارق الشوق
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    195
    من الناحيه الادبية روايه جميلة نوعاً ما

    ومن الناحيه الاجتماعية

    أقول

    عجبي !

    وصلت شحذه الأدباء الى هذا الحد

  8. #8
    ~ [زعيـــــــم ] ~
    الصورة الرمزية 乂 ســلـمـان 乂
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    الـــريـــاض
    المشاركات
    2,852
    [align=center]
    شكلها تبي لها قرشين تصيف فيها

    واعتقد ان هالموضوع بتوصيه من زوجها

    هههههههه ابو عبدالرحمن جبتها عالجرح

    شحذه ادبيه راقيه
    صراحه تستاهل قيمة عقد نواف خخخخخخ
    [/align]
    سبحان الله وبحمده
    سبحان الله العظيم

  9. #9
    موقوف الصورة الرمزية ياسر الزهراني
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    وجدان القصيد
    المشاركات
    1,309
    كلام رائع



    فعندما تشاهد لاعبي نادي الاتحاد وهم يسطرون اروع الفن الكروي في الملعب فلن تجد في نفسك عندما تراهم في المطار الا ان تنثر حروف الثناء والاعجاب قصصاً خرافية تمجيداً لهذا الكيان الشامخ






    اشكرك اهي كايدهم على النقل الرائع الذي يدل على ذووووقك الرفيع





    ودمتم بخير وعافيه





معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. صور الرجل الذى أبهر العالم كله
    بواسطة ينابيع الأمل في المنتدى منتدى الصور والسياحة
    مشاركات: 53
    آخر مشاركة: 17-11-2009, 02:48 AM
  2. الرجل الذي لاتنساه المرأة.
    بواسطة §¤°~®~°¤§ الزعيم§¤°~®~°¤§ في المنتدى منتدى الأناقه والمكياج
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-10-2006, 12:21 PM
  3. من هو الرجل الذي لا تنساه المرأة
    بواسطة الدكتورة حياة في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 24-10-2006, 02:31 AM
  4. الصداقة بين الرجل والمرأة, هل هناك وجود لشىء يسمى الصداقة بين الرجل
    بواسطة ضيف شرف في المنتدى منتدى القضايا العامة والاستشارات الاجتماعية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 18-06-2006, 02:45 PM
  5. قصة الرجل الذي ذبح قطة
    بواسطة المساعد في المنتدى منتدى الفكاهة والغربلة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-03-2005, 07:40 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •