[align=center]عدةُ من هجرتي
أحمل في طيات قلبي حنينً
وشوقً بنته الأيام
وفي مخيلتي ذكرا لهمساتً جميلة
وصدا ضحكاتُ تقاسمناها معاً
عدة إلى بلدتي إلى حديقتي
أه حديقتي
وجدة ملامحها صفراءً وحزينة
وأوراقها قد أعياها إليـبس
ترى أهوى الخريف ؟
أم أنها لم تُطق فراقي
فتنسكت من بعدي
فلم تعد تلبس حُلتها الخضراء
ولا تستقبل الطيور فتُضيفها من طلع الزهور
؟
وما بال الحشائش
أراها قد احتلها الشوك
أه
لم تجد يدي كي تحميها من هاذا المحتل البغيض
يا حسرة حديقتي
لم تجد صاحبها كي يُمشط أرضها
يقص غصون أشجارها الزائدة
يزرعها ثوبً جديد
يكسر شوكة المعتدي بمنجله الحديد
أين صاحبها؟
صاحبها مهاجر
يعمل مقلمً لحدائق الغرباء
أين ألحان العصافير
أين رقصات الفراش
أين رائحة الياسمين
بل أين الياسمين
ماتت الورود
أذبلها العطش
لم تجد من يسقيها شربت ماء
قد تحجر عطرها
بعدما كان فيحوها إذا اشتمهُ غليظ القلب أردف يقول
يــــا الله
أتوجه بنظري ألا شجرة البلوط
أجد فجواتها قد سارت كهوفً
للحيات و الخبايا
بعدما كانت ملجأً للطيور
وشجرة الزيتون العتيقة
لم تجد من يحج أليها
لم تجد من يرفعون أيديهم أليها
كل عامً
كي يقطفو ثمارها
فتطعمهم من رحمت الله
حبات الزيتون تحتها قد هرمت
ولم يبقى من حبها ألا العظم
سكونً يبسط ذراعيه في أرجاء المكان
أرى بيوتُ خاويةً علا عروشِها
حتى بيت النمل قد هاجر دياره
أذهب لكي أروي ظمئي
أزيل الغطاء عن فوهت البئر
ولاكن أين الماء ؟
أرمي بحجرً
عل البئر ينطق فيقول في ماء
ولاكن لا ماء
أجول ببصري في عتمة البئر
أه أنهُ مجروح
هناك شقُ في خاصرته
لقد طعنه الزمن
لم يجدني كي أقطب جراحه
فنزف حتى جف
أرى بريقً يضحك في قاع البئر
أنهُ هوا
سوارُها الفضي
أعما ك الله لقد ذكرتني أيا ها
تلك ألحظة الجميلة
عندما أليقنا أثمن ما نحمل في لحضتنا
و هدرنا في إذُن البئر
وقلنا
يا ماء أسمع كل واردً لك
ما من أيامُ تفرِقُنا
فنحن الحب يجمعُنا
وئن النسيان بنا طاف
يعود الشوق فيغرِقُنا
أتذكر رعشة أنفاسها عندما تفارقنا
أتذكر كلماتها الناعسة
أتذكر شعرها المتموج
كشلال ماءً أحمر
هائمً علا وجههِ في السماء
أتذكر خصلات شعرها
كيف كانت ترتفع فتهوي
من مداعبة النسيم لها
فتتكسر علا جنباة كتفيها
دون أن تصرخ تلك الخصلات
مثلما تفعل قطرات الماء
الساقطة في شلالها لتنتحر
أو بعض الأمواج الآتية من لا مكان
لتصرخ صرختها الأخيرة
علا أبواب الصخور الساكنة علا سواحل البحر
أتذكر عيناها المعسولتين
اللواتي لم يشرقُ علي يومً ألا و أذبنني
أتذكر موجات الخجل المنبعثة من كوكبي خديها
بهدوء كنسيم
لِتحدث في إعصار من الارتباك
أتذكر وأتذكر و أتذكر
ألا أين ذاهبً أنا ؟
خمسُ سنينً مضت
كأنها الأمس
ومنذ عشر أيامً خطبت
كأنها الدهر
ما زالت رائحة عطرها الجهنمي
عالقةً في صميم قلبي
لا بد لي أن أراها
ولا كن كيف أراها وقد خطبت
وحدد زفافُها وعلي حرمت
أه لو أن الشوق يتمثل لي جسداً لناهشة من لحمه
وشفيت غليل العاشقين منه
ماذا أفعل
هاذ ه المرأة لا تُنسي
لأمضي في حياتي
وأن نسيت
فلماذا حياتي؟
سأكتب رسالتي أليها
أعاتبُها فيها
لعل وعسى
تُترجم ما في من أسا
وأقول
أنتي أنتي
بما ذا أناديكِ أنتي
أأناديكِ حبيبتي ؟
أم أن الحب ضل طريقهُ ألا قلبك
أم أناديكِ سيدتي ؟
فأجعلكِ تكملين دربك
أم أناديكِ بسمكِ ؟
أم حرامً علي أسمك
سافرتُ لجهنم لأجلك
عتلة نعوش الطوب والحجارة لأجلك
بكرة بطون اغلفة الأسمنت لأجلك
بترت جملة أني مرهق من لساني لأجلك
أحرقت مواثيق حقوق الإنسان لأجلك
قتلتُ حديقتي إذ فارقتُها لأجلك
أتتركينني بعدما علمتِ أني آتً لأجلك
إهاذا انتقامكِ
ما غربتي كانت إلا لأجلك
ما كان عملي في حدائق الغرباء
وحفري قبور أسُس البناء
ألا ليلّتم شملي وشملك
أتذهبين
أئن أقبلة ومعي ما يجمعنا تدبرين
حسنً أذهبي
أذهبي وجنديني في طابور العاشقين الواهمين
أذهبي
لست أول عاشقً يبكي الفراق ولا أخر عاشقً
يطعن في قلبه
دون دمً يراق
ولاكن أعلمي
لن أيأس
لن أقف مكتوف اليدين أتفرج
علا أحلامي تسلبيها بنسيانك أياي
سأعود ألا حديقتي
سأعود
سأحلق ذقون أشجارها
وأزيل حبال الشوك عن أزهارها
سأمحو عفن الزمن عن وجه حديقتي
سأزوجُها كل الورود
سألبِسُها ثوبُها العتيق
وسأجعلها ملقا للعاشقين الهأمين
ولاكن قبل أن أعود
لا بد أن أروي قصتي
ولتضرب فينا الأمثال حبيبتي
سأجعل قرص الشمس في ظهري
وأمشي حيث ما يقودنُي ضلي
سأهجر الشمس
سألحق القمر
سأعتزل كل البشر
سأركب أسنمة الجبال أحفر قصتي صفاها
سأنزع الأشجار لحاء الأشجار أجعل قصتي لحاها
سأصطاد الحجارة من جوف الأنهار أعيدُها تحمل قصتي
ولن أمل
سأشكوكِ لحواري البحر
سأشكوكِ لملوك الجان
وسأجل أحزاني مرجعً لقصص الأحزان
وأن جف حبري سأكتبكِ بدمي
سأكتبكِ بكل ألغات
وسأكتب في قاموس العشق بركان الآهات
سأكتب
أحببتُها
وأفنيت العمر لأجلها
ما طاب لي ضلً يومً غير ضلُها
سأكتب
مررت بجبالً من النساء بغربتي
ما ارتعش عظمي ألا لها
حبيبتي
سأكتب
ما هام قلبي ألا بها
كسرت أصنام النساء وأحببتُها وحدها
قد حار قلبي من نكرانِها
ولن أتوقف ها هُنا حبيبتي
سأقص جلود الصحاري بقدمي
وأرسم علا جباه الكثبان مصيبتي
ولتضرب فينا الأمثال حبيبتي
وأمشي وأدوس عتمة اليل بقدمي
حتى لا أقووا أن أحرك منكبي
وعندما أرى الطيور تحوم فوق رئسي
ويخف سوطي ويلهيني العطش عن
نفسي
أعلم عند ذالك
أنه قد حان موعد عودتي
وسأعود
=============================
لا تحسبوها علي مجرد كلمات عابرة
وتحياتي لكم
دمتم في حفظ الله[/align]