[align=justify]
الناس وهم يتلبس المرء فيبدأ بمراقبتهم في غدوه والرواح.. ويحسب خطواته تحسبا لرضاهم أو سخطهم.. ومهما حرص علي رضاهم فلن يناله لأن من سبقونا قالوا صادقين: إن رضا الناس غاية لا تدرك..
ولو أن كل إنسان راقب ربه وعمل بما يرضيه مبتعدا عما يسخطه لنام قرير العين ولم يلق بالا لرضا الناس فرضا الله سبحانه وتعالي له فروض وواجبات معروفة لو أنجزها لناله عن جدارة..
وأنا لا أنادي هنا بمصادمة المجتمع بما يتنافي والفطرة السليمة والقيم الأخلاقية العالية ولكنني أري أنه من الضرورة نصرة الدين علي بعض الأعراف التي تحط من قدر الإنسان أو تسلبه حقا أصيلا من حقوقه..
فبعض الأعراف التي لم ينزل الله بها من سلطان ما زالت تتحكم في مصائر الناس وتسحقهم بظلمها وخاصة المرأة التي مورست ضدها سياسات عرفية متجنية ومتطرفة.
أنا لا أتصور أنه في ظل التطور السريع الذي يعيشه مجتمعنا لا تزال هناك فئة تحرم المرأة من إتمام تعليمها العالي أو تجبرها علي الاقتران بمن لا يتناسب معها وحجرها لمن هو أدني منها وغير مكافئ لها ولا ترفع خسيسته إلا صلة القرابة أو الخوف من كلام الناس!!!.
إن المرأة كيان كبير حصل علي تقدير خاص من الرسول صلي الله عليه وسلم الذي خصها بوصية من وصاياه الخاتمة في حجة الوداع حيث قال:(استوصيكم بالنساء خيرا)..
كما أنه في حديث آخر أكد علي الرفق بهن قائلا عليه الصلاة والسلام: (رفقا بالقوارير).
ولكن للأسف نسي الرجال كل هذه الوصايا وتذكروا: أن النساء ناقصات عقل ودين في سوء فهم خطير للحديث الشريف نتج عنه ممارسات ظالمة وجائرة كدست العوانس والمطلقات في البيوت.
إني أدعو كل رجل حر أن ينتفض لدين الله وأن يصغي السمع لآيات تتلي أناء الليل وأطراف النهار من منابر المساجد أو عبر الأثير والعودة إلي متون الكتب التي طوت الوصايا الخالدة بالنساء وأن يعمل بها تقربا لله بدلا من أن يبتعد عن حماه بظلم المرأة وسلبها حقوقها خوفا من الناس وكلامهم!!
فحينما نفكر بأن الإنسان لا يعيش إلا مرة واحدة ندرك بشاعة الظلم الواقع علي النساء من خلال حرمانهن من حقوقهن الشرعية أو المالية وغيرها من الحقوق التي قسمها الله عز وجل لها وعين الرجل وليا ووصيا عليها فلا يكونن في ذلك وليا متجبرا أو وصيا سيئا يستحق غضب الرب وإن أرضي الناس!!!.
إني أحلم بيوم لا أطالع فيه شكاوي النساء تسود الصحف وتطالب بالإنصاف من ولي جائر أساء استخدام السلطة الممنوحة له من الله عز وجل فطغي وتجبر..
أحلم بوئام يعم الأسر العربية وذلك لن يتحقق إلا بالاحتكام لشرع الله عز وجل والخوف منه أكثر مما نخاف من وهم الناس ورضاهم المنشود..[/align]