يا اخوان في مطلع الثمانينات حصلت على إجازة جامعية في الهندسة الزراعية، ثم تزوجت من أحد القساوسة، وأنجبت منه ابنا هوالآن مهندس وابنة تدرس في كلية العلوم جامعة الإسكندرية، وحينما شاهدت بالمصادفة برنامجا تلفزيونيا في التلفزيون المصري تناول فيه أحد المتحدثين تفسيرا للقرآن بشكل مبسط، فاكتشفت أن القرآن الذي نزل على محمد منذ ما يزيد على 1400 عام تحدث بلغة بسيطة يفهمها الجميع.. فبدأت تركز فيما تسمع حتى نهاية البرنامج التلفزيوني، وهي تشعر بشيء غامض ينبض به قلبها، وكأن صدرها ينشرح ـ كما تقول ـ لشيء مجهول لا تعي ماهية طبيعته.. ولأنها درست العلوم الزراعية اكتشفت أن الإسلام ليس كما عرفت دين عنف وتكفير للآخر، ووجدت فيه إجابات عن أسئلة كانت تشغل تفكيرها منذ سنوات، وكلما قرأت وتعلمت، أدركت سلامة موقفها وصحته، فزاد تمسكها بالإسلام الذي اعتنقته دون أن يدرك أحد ذلك، أويعرف سرها أحد، فكانت تصلي في غياب أسرتها أوفي حجرتها بعيدا عن أعينهم بعد أن تغلق عليها الباب بالمفتاح.

وقد صامت شهر رمضان قبل الماضي والماضي، مبررة امتناعها عن الطعام بألم حاد ينتابها بين الحين والآخر في معدتها، إلا أن وفاء لم تدرك أن عين ابنتها كانت تشعر التغيير الذي ألم بوالدتها، حتى كان يوم استمعت فيه الابنة لمحادثة هاتفية بين وفاء وزميلها المسلم الذي كانت تطلب منه أحد الكتب الدينية، وكان ذلك منذ عام.

وعن ذلك اليوم، ذكرت وفاء لصحيفة الشرق الأوسط أنها "تعجبت من عدم خوفي من اكتشاف ابنتي لأمر إسلامي ووجدتني أهدئها وأحدثها عن الإسلام لأقنعها به، ولكنها لم تقتنع، فطلبت منها عدم كشف سري فوافقت، واستمر الحال بي إلى أن شعرت قبل رمضان الماضي بأنني لا أستطيع أن أحيا طيلة حياتي بهذا الأسلوب، وخاصة مع زوج غير مسلم، فصارحت زميلي بما يعتمل في داخلي، فوعدني بتدبر الأمر، وبالفعل نجح في أن يجد لي مكانا خارج مدينتي لدى إحدى الأسر المسلمة في القاهرة، وكان من المقرر أن أترك البيت قبل رمضان، وآتي للقاهرة لإشهار إسلامي، إلا أن ابنتي كانت تضيّق عليّ رقابتها بعد أن شعرت بما أنوي فعله، فلم أفلح في ترك المنزل قبل رمضان".
يا اخوان شكرا.......................................... .................................................. ................

الأخ شلولح........................................ ..............................