[frame="9 80"]
رمضان
رمضان.. في قلبي هما هم نشوة
من قبل رؤية وجهك الوضاء
وعلى فمي طعم أحس بأنه
من طعم تلك الجنة الخضراء
ولا طعم دنيانا ,فليس بوسعها
تقديم هذا الطعم للخلفاء
ما ذقت قط ولا شعرت بمثله
أفلا أكون به من السعداء
قالوا بأنك قادم , فتهللت
بالبشر أوجهنا ..وبالخيلاء
وتطلعت نحو السماء نواظر
لهلال شهر نضارة ورواء
تهفوا إليه وفي القلوب وفي النهى
شوق لمقدمه , وحسن رجاء
لم لا نتيه مع الهيام..ونزدهي
بجلال أيام ..ووحي سماء ؟
بهما نحلق في الغمام ,ونرتوي
من عذبه .. ونصول في الأجواء
ونشف أرواحا فننهج منهجا
نفضي به لمرابع الجوزاء
ونصح أجسادا, فلا نشكو الونى
أبدل ولا نشكو من الأدواء
فنعود كالأسلاف أكرم أمة
وأعز في السراء والضراء
رمضان.. ما أدري ونورك غامر
قلبي فصبحي مشرق ,ومسائي
أأنال بعد مثالبي ومساوئي
بك منهما ,بعد القنوط شفائي
نفسي تحدثني بأنك شافع
عند المهيمن لي من الأسواء
وبأنني سأنال منك حمايتي
ووقايتي من معضل الأرزاء
ما أنت إلا رحمة ومحبة
للناس من ظلم قسا .. وعداء
فلقد كرمت من السماء بما أتى
من وحيها .. وشرفت بالإطراء
سدت الشهور فأنت سيد عامها
بل أنت سيد دهرها المتنائي
مهما أقول , فلن تطول مقالتي
شم الذرى , ولوامع الأسماء
رمضان .. من بعد الكدورة مسني
منك الجلال بحكمة ونقاء
قد كنت أسدر في الضلال وأرتمي
في حضنه بتبذل وغباء
حتى لقيتك فارعويت عن الخنى
وكرهت كل ضلالة وعماء
شتان ما يبن الخلاعة والتقى
أو بين عقل نابه وخواء
رمضان جئت وقومنا في محنة
والدين .. جازت حدها .. نكراء
زعماؤنا - إلا القليل - تورطوا
فيها , فشقوتنا من الزعماء
صبغوا الصوارم من دماء شعوبهم
في الأرض ,والأجواء والدماء
تلك الدماء زكية يا ليتها
سالت لأجل كرامة وجلاء
وتنكروا للدين , فهو خرافة
في زعمهم جازت على الآباء
حتى غدونا في صميم بلادنا
شذاذ آفاق من الغرباء
إن الزعامة حين تخضع رغبة
في الحكم ..تصبح لعنة الشرفاء
كلا ,فلا بالدين يعصف كيدهم
أبدا ،ولا العربية العرباء
الدين صرح شامل متوسد
كنف الجبال , وهامة الصحراء
لم تجد فيهم حكمة ووداعة
بالهمس .. أو بصراحة الصرحاء
فإذا استحى أو خاف منهم خائف
من سوء دعوته .. دعا بخفاء
سخروا بكل مسالم .. وتهكموا
جهلا وموجدة على الخلصاء
الفرد يعصف بالجماعة ضاربا
صفحا عن التشريع والإفتاء
فإذا نصحت له تنفج وانتضى
سيفا يسيل دما على النصحاء
لو لم يكن نذلا لما حسب العلا
وقفا ولا إرثا من الآباء
مهلا ..فرب جريمة لم تنتقم
من ربها انتقمت من الأبناء
ولربما عجلت فراح بطعنة
ممن أسال دماءهم .. نجلاء
كم أرعن أوحت له نزغاتة
بالموبقات ..فلج في الإفناء
ريعت به الدنيا وزلزل سمها
وضميرها من أسوأ الأنباء
لكنه استخذي وقد لاحت له
نذر الصوارم أيما استخذاء
سحقا لطاغية إذا نزلت به
أقداره أمسى من الجبناء
يبكي الذي سفك الدماء بريئة
تعسا له من سافك بكاء
من سامنا خسفا ولاقى مصرعا
لم يلق غير شماتة وهجاء
رمضان أثقلنا عليك ولم نكن
يوما على أحد من الثقلاء
عفوا , فإن نفوسنا في نشوة
تسري من الأعضاء للأعضاء
من بعد ما اصطبرت على لأوائها
رقصت وقد وافيت من لألأء
محبورة بثوابها ..مغمورة
بعطائها .. مسرورة بلقاء
لا زلت فينا قادما ومودعا
تسدى فنثني نحن خير ثناء
يا ذا الجلال ...وأنت خير مؤمل
للخاطئين ...وأنت خير وقاء
أ وغلت في سبل الهوى فإذا الهوى
يمسي وطائي المشتهي وغطائي
وفناؤك الممتد أرحب ساحة
من أن يضيق بآثم خطاء
ضاقت علي منازلي ومرابعي
ومسالكي ..وجفا الجنوب كسائي
ودلفت في جنح الدياجر خائفا
ونكصت حين أبى علي فنائي
لم يبق لي إلاك فارحم آبقا
من ناره .. بالروضة الغناء
إني أحن لزهرها وثمارها
وتحسن برد ظلالها أحشائي
سأطوف في أرجائها متهللا
متوسلا بعقيدة سمحا ء
رغم الأثام ثوت بصدري صخرة
شماء لذت بها من الأنواء
يا صخرتي الشماء ..إن تتوسلي
لله أشد بصخرتي الشماء
فأنا فقير إليه في ملكوته
والفقر يقصد سيد الكرماء
ما أستريب بعدله وفضله
أو أستريب بتوبتي ودعائي
محمد حسن فقي
[/frame]
[frame="9 80"]
فديتك زائراً في كل عام
فديتك زائراً في كل عام
تحيا بالسلامة والسلام
وتقبل كالغمام بقيض حينا
ويبقى بعده أثر الغمام
وكم في الناس من كلف مشوق
إليك وكم شجي مستهام
ركزت له بألحاظ الليالي
وقد عي الزمان عن الكلام
فظل يعد يوماً بعد يوماً
كما اعتادوا لأيام السقام
ومد له رواق الليل ظلا
ترف عليه أجنحة الظلام
فبات وملء عينيه منام
لتنفض عنهما كسل المنام
ولم أر قبل حبك من حبيب
كفى العشاق لوعات الغرام
فلو تدري العوالم ما درينا
لحنت للصلاة وللصيام
بني الإسلام هذا خير ضيف
إذ غشي الكريم ذرا الكرام
يلمكم على خير السجايا
ويجمعكم على الهمم العظام
فشدوا فيه أيديكم بعزم
كما شد الكمى على الحسام
وقوموا في لياليه الغوالي
فما عاجت عليكم للمقام
وكم نفر تغرهم الليالي
وما خلقوا ولا هي للدوام
ودخلوا عادة السفهاء عنكم
فتلك عوائد القوم اللئام
يحلون الحرام إذا أرادوا
وقد بان الحلال من الحـرام
وما كل الأنام ذوي عقول
إذا عدوا البهائم في الأنام
ومن روته مرضعة المعاصي
فقد جاءته أيام الفـطام
مصطفى الصادق الرافعي
[/frame]