نستطيع القول أن خطاب ( أوباما ) الذي ألقاه مؤخرا في جامعة القاهرة قد أنهى دبلوماسية ( الكاوبوي ) التي كانت تنتهجها الإدارات الأمريكية السابقة في العالم الإسلامي على وجه الخصوص , مما يعني أننا أمام رؤى جديدة وحثيثة تصب في مصلحة جميع الأطراف وإن كان المستفيد الأكبر من تلك الإرهاصات المتنامية هم اليهود في المقام الأول الذين سيحققون لأنفسهم وطنا وأمنا بين ظهراني العرب والمسلمين 0
فرصة تاريخية لليهود يقدمها لهم ( أوباما ) الذي ذكرنا بمحرقتهم ومعاناتهم وكأن المسلمين هم المعنيون بذلك العمل المشين , ولكن السؤال الذي يلوح لمحبين السلام ودعاته في الأفق 00هل اليهود جاهزون لرد الحقوق للفلسطينيين والتعايش معهم على أساس دولتين متكافئتين !! إذا كان الرد إيجابا , فاليهود قد فعلوا شيئا يستحق الإشارة إليه 00أما إذا هم تمادوا بالمماطلة لكسب الوقت وقلب المعادلة السلمية كما هو ديدنهم دائما في إدارة الأزمات 00 فهم قد فوتوا على أنفسهم فرصة ذهبية لن تتكرر , ومبدأ ( مآخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة ) سيكون لها ما يبرره في وقت أعطى العرب ما يملكونه فعليا , و هو ( السلام ) 0
إسرائيل بفرض يهوديتها على المجتمع الدولي , تضرب بعرض الحائط كل السبل للوصول إلى الحل الأمثل , وتثبت عنصريتها وعنجهيتها للدولة التي تلامس مخيلتها منذ أمد بعيد 00 والتي تقوم على أساس طرد الفلسطينيين من الداخل , وإنهاء حق العودة , ومن ثم إحياء مقولة أن الأردن هو الدولة الفلسطينية التي يجب على الفلسطينيين الهجرة إليها والعيش فيها , سواء من داخل إسرائيل أو من باقي المنافي عربية أو غير عربية 00 تلك الرؤية العنصرية والمزاج الإسرائيلي المضطرب هو في حقيقة الأمر ما يجب على الإدارة الأمريكية أن تعالجه وتجتثه من جذوره ,إذا ما هي أرادت حلا لدولتين تتعايشان جنبا لجنب بسلام يرتكز على العدالة النسبية لمجتمع مسالم فرضت عليه دولة طارئة قوامها ( وعد بلفور ) ليس إلا 0