فعل الأحجار
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/44.gif" border="groove,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أن تحفر بئراً في الصحرا= بالريشة أو رأسِ الإبرةْ
وتفجر في الأرض عيوناً= وتُحيلَ الجدبَ إلى خُضرةْ
وتؤاخيَ ذئباً مع غنمٍ= وتساويَ تلاً مع حفرةْ
هذا أمرٌ قدْ أقبلُهُ= جَدلاً ، وأقولُ بهِ : فكرةْ
لكن لا أقبل ما يجري= في القدس وفي يافا الحرَّةْ
شارونُ الكفرِ يُرى عمداً= في الحرمِ وفي مهد الصخرةْ
في وسطِ جنودٍ يتلوَّى= شُلَّتْ أيديهم مِن كَفَرَةْ
وكذا باراكُ يصبُّ على الْــ= أطفالِ لظى نارٍ قذرةْ
قذفَ الأحياءَ بطائرةٍ= تعوي كذئابٍ مستعرةٍ
ورصاصُ بنادِقهِ يهوي= في الصدر ، فيلهبُهُ جمرةْ
وسلاحُ الأطفالِ اقتصرتْ= عن عَزمٍ تدعمه حجرةْ
فعلُ الأحجارِ بأيديهمْ= قد أفقدَ للجاني صبرهْ
طفلَ فلسطينَ أيا مَثَلاً= سطَّرهُ ابنُ جمالِ الدُّرةْ
أصبحتَ الرمزَ لقافلةٍ= تمضي في الليلِ وفي البكرةْ
أبناءَ فلسطينَ انتبِهوا= مِن واقِعِكُمْ وخذوا عِبرةْ
أمريكا لا تبغي سِلماً= إلا بشروطٍ مُحتقرةْ
أمريكا لا تعطي حقاً= إلا إن سلبتكمْ عشرةْ
قالوا نتفاوضُ وأقاموا= للصُّلحِ موائدَ مفتخَرةْ
وأصاخَ البعضُ لدعوتهمْ= وتلبَّثَ قومٌ في حيرةْ
هُرِعَ الشطارُ ليزدَرِدوا= ما لذَّ وطابَ على السفرةْ
رفعوا الأكمامَ وريقُهُمُ= يتسايلُ سَحَّاً كالمطرةْ
وغَدتْ آمالُ سِيادتهمْ= تحلمُ باللؤلؤ والدرَّةْ
كشفوا الأطباقَ فلم يجدوا= في الطبقِ سوى بعض الكِسرةْ
أما الأحرارُ ففي نَشْوى= ما جاءت مِنْ شُرب الخمرةْ
لكن مِن واقعِ أمتهم= وَسِياطُ الغدرِ بها تَتْرى
مَكرُ الأعداءِ يُحيطُ بهمْ= وهَزالةُ أتباعٍ أُجَرَا
لم تلقَ سِوى خَوَرٍ يُزري= ووجوهٍ ترهقُها قَتَرةْ
لا تجرُؤُ أن ترفعَ رأساً= أو تُنزلَ مِن عينٍ قطْرةْ
أغدِقْ ربَّاهُ لِمَن وهبُوا= أرواحاً ، جناتٍ ذُخرَا
و الطُف بعبادِكَ مَن ثبتوا= في الساحةِ وامنحهم نَصرَا
وذوي الشهداءِ فعوِّضهمْ= خيراتٍ وارزقهم صبرَا
[/poem]
![]()