أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


وقفت منذ مدة وأنا أبحث في الكبائر ومراتبها على كلام للقرافي في الفروق في التفريق بين ضابط أدنى رتب الكفر وأعلى رتب الكبار، وكذلك بين أعلى رتب الصغائر وأدنى رتب الكبائر، فرايت نقله هنا للاستفادة من تعليقات طلبة العلم والمشايخ.
قال القرافي في الفروق بعد تقرير قاعدتين (1/120-121):"
ويلحق بتحرير هاتين القاعدتين: الفرق بين قاعدة الصغائر وقاعدة الكبائر، والفرق بين قاعدة الكبائر وقاعدة الكفر، وما الفرق بين أعلى رتب الصغائر وأدنى رتب الكبائر، وما الفرق بين أعلى رتب الكبائر وأدنى رتب الكفر، وهذه مواضع شاقة الضبط عسيرة التحرير، وفيها غوامض صعبة على الفقيه والمفتي عند حلول النوازل في الفتاوى والأقضية واعتبار حال الشهود في التجريح وعدمه، وأنا أخص من ذلك ما تيسر، وما لا أعرفه وعجزت قدرتي عنه فحظي منه معرفة إشكاله، فإن معرفة الإشكال علم في نفسه، وفتح من الله تعالى "اهـ.
وكانت خلاصة تقريره أن قال فيه (1/124-127):" وبالجملة فعلى الفقيه أن يستقرئ كتب الفقهاء في المسائل التي يكفر بها المتفق عليها والمختلف فيها، فإذا كمل استقراؤه نظر إلى أقربها إلى عدم التكفير بالنظر السديد إن كان من أهل النظر في هذه المسائل، فإنه ليس كل الفقهاء له أهلية النظر في مسائل التكفير، فإذا صح ذلك اعتقد حينئذ أن تلك الرتبة أدنى رتبة التكفير وأن ما دونها أعلى رتبة للكبائر وكذلك إذا استقرأ رتب الكبائر المتفق عليها والمختلف فيها فإذا كمل استقراؤه نظر إلى أقلها مفسدة جعلها أدنى رتب الكبائر والتي دونها هي أعلى رتب الصغائر "اهـ المراد من كلام القرافي.
وتعقبه ابن الشاط في تهذيب الفروق في مواضع من كلامه هذا، ومن ذلك قوله:" قلت: جميع ما قاله في ذلك إحالة على مستحيل عادة ،وهو كمال استقراء أقوال جميع علماء الإسلام، ثم يقال له: لا بد للعلماء الذين أشار إلى استقراء أقوالهم من العلم بفارق يفرق به كل واحد منهم بين أدنى رتب الكفر وأعلى رتب الكبائر، فما المانع لهذا المتعلم أن يتعلمه حتى لا يحتاج إلى استقراء أقوالهم، وبالجملة لم يأت في هذا الفصل إلا باحالة على جهالة "اهـ.

فهل من مفيد في تحرير هذا الضابط الذي عسر على القرافي تقريره ؟؟

محبكم/ أبو عبد الباري